أهالي عابدين يتصدون لـ100 متظاهر مؤيدين لمبارك أمام المحكمة

تحوّل شارع رشدي حيث تقع محكمة عابدين بوسط القاهرة إلى ساحة للمواجهة بين حوالي 100 متظاهر مؤيدين للرئيس المخلوع حسني مبارك، ومواطنين من أهالي المنطقة المؤيدين لثورة الخامس والعشرين من يناير، وذلك مع بدء المحكمة النظر في قضية رفعها أحد المحامين ويطالب فيها بإزالة اسم الرئيس المخلوع من كل المنشآت العامة والشوارع.

ومنذ الصباح الباكر، تجمع نحو مائة مواطن يرفعون صور الرئيس المخلوع أمام مقر المحكمة وهم يرددون هتافات "اللي عنده أصل.. مبارك هو الأصل"، و"يا علاء قول لأبوك شعب مصر بيحبوك"، و"الشعب يريد تكريم الرئيس".

ومع تواصل الهتافات، تجمع بشكل عفوي عشرات المواطنين من أهالي عابدين على الرصيف المقابل للمحكمة ورددوا بدورهم "حرامي.. حرامي" في إشارة إلى الرئيس السابق و"أهم أهم.. المأجورين أهم".. كما قام مؤيدو الثورة برفع أوراق نقدية في الهواء والتلويح بها في وجه مؤيدي مبارك في تلميح لأنهم مدفوعون للتظاهر مقابل مبالغ مالية.

ونفى المؤيدون للرئيس السابق بشدة أنهم تلقوا أي أموال أو أنهم أعضاء في الحزب الوطني. وقال محمد الهلالي، محامي من بين مؤيدي مبارك، أنهم تجمعوا بناء على دعوة وجهها الأعضاء في صفحة "أنا آسف يا ريس" على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك. وأنهم نفس المجموعة تقريبا التى سبق لها التجمع في ميدان مصطفى محمود للمطالبة "بتكريم الرئيس السابق" والتوقف عن ترديد الاتهامات بحقه بشأن الفساد.

وكان ملحوظا أن غالبية المتظاهرين الداعمين لمبارك من الشباب والفتيات صغار السن. كما حاول بعضهم الاحتكاك بمؤيدي الثورة وكاد الأمر أن يتطور إلى اشتباك بالأيدي لولا تدخل عدد من ضباط الشرطة الذين تواجدوا أمام مقر المحكمة. كما سعى رجال الشرطة جاهدين على استمرار المرور في شارع رشدي رغم المظاهرتين المتضادتين.

وقام شباب من مؤيدي الثورة بمنع أي احتكاك بأنصار مبارك وقال أحدهم لـ "الأهرام "هم يريدون منا أن نشتبك معهم علشان الدنيا تولع والناس تكره الثورة. احنا مش حنسمح بكده."

ومع تزايد أعداد المؤيدين للثورة من المواطنين، اضطر أنصار مبارك إلى الانسحاب من أمام مقر المحكمة وساروا على الأقدام حتى ميدان عابدين، حيث أجبرتهم قوات الشرطة والجيش على الدخول إلى حديقة الميدان المقابلة لمحافظة القاهرة لعدم تعطيل سير المرور."وقالت سيدة شاركت في مظاهرة المؤيدين "أنا لا أعارض الثورة وزعلت على الشهداء، ولكن إحنا بس مش عايزين إهانة الرئيس (المخلوع)." ولكن متظاهر آخر قال إنه طالب في مودرن أكاديمي نهرها وقال "ما تقوليش ثورة، دي نكسة.. ده شعب ما يجيش غير بضرب الجزم." وعندما اعترض مراسل الأهرام على هذه الطريقة في الحديث، بدأ الطالب الذي رفض ذكر اسمه في مهاجمة وسائل الإعلام قائلا إنها انقلبت بين ليلة وضحاها وبدأت في انتقاد الرئيس وحرمان أنصاره من التعبير عن رأيهم.

أما أحمد عبدالحميد الذي قدم نفسه على أنه مسئول إعلام في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر فحذر من آثار المطالب المتنامية بمحاكمة الرئيس السابق وأفراد أسرته، مشيرا في هذا الصدد إلى تقارير غير مؤكدة بأن دول خليجية مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان هددوا بسحب استثماراتهم من مصر وطرد ملايين المصريين العاملين في بلادهم إذا تمت هذه المحاكمة لشخص يعتبرونه صديقا مقربا على مدى ثلاثين عاما. وأضاف "مش معقول يكون الحكام العرب أكثر وفاءً للرئيس مبارك مننا". رافضا اعتبار هذه التهديدات، في حال صحتها، تدخلا في شئون مصر الداخلية.

فيما قال المحامي محمد الهلالي إنه تقدم بدعوى مضادة لتلك التي تقدم بها المحامي سمير صبري وطالب فيها بإزالة اسم الرئيس المخلوع من المنشآت العامة، دافعا بعدم اختصاص محكمة عابدين بالنظر في هذا الأمر الذي من المفترض أن يكون مسئولية القضاء الإداري.

وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية حتى الرابع عشر من أبريل.

المصدر: gate.ahram.org.eg