هدية من السعودية وأوسمة.. صدى البلد داخل غرفة أحد الضباط الأحرار في ذكرى23 يوليو.. فيديو

من مجلس قيادة الثورة إلى كرسي الوزارة إلى قبة البرلمان.. حياة حافلة بالمناصب والأحداث شهدها عضو تنظيم الضباط الأحرار كمال الدين حسين، لم يبق منها إلا ذكرى مُعلقة على جدران منزله بمسقط رأسه في بنها، وسيرة حسنة حدثنا عنها نجله مصطفى النائب البرلماني "الوالد ترك لنا إرث من السيرة الحسنة.. كل اللي يشوفني في المجلس يقولي أهلا بالبطل ابن البطل".

لن تسأل كثيرا أو تضل في طريقك إلى منزل كمال الدين حسين، فعند نهاية إحدى الطرق الداخلية ببنها ستجد لافتة منصوبة على عمود معدني، مدوّن عليها اسم الضابط وتشير إلى شارع هادئ على ناصيته منزل، بُني على الطراز الريفي جعلته شبيه بدوار العمدة، ينتظر على بابه عامل ثلاثيني.

اصطحبنا العامل إلى غرفة بالدور الأرضي كانت أشبه بالمندرة الموجودة بالمنازل الريفية لاستقبال الضيوف، على بابها استقبلنا النائب بابتسامة ودودة وترحيب واسع أزال لدينا رهبة الحديث ورهبة المكان، الذي كان أشبه بنوستالجيا تجعلك تشعر بالراحة والحنين إلى الماضي، فعلى الرغم من حداثة بعض الأثاث بالغرفة إلا أنه لم يفقدها عبق الماضي الذي تمثل في التراز القديم للمكتب والدولاب، بجانب الصور القديمة المتراصة على جانبي الغرفة وفي الحائط المقابل للباب.

هدية السعودية لحسين كمال الدين

"الآية القرآنية اللي فوق دي جزء من كسوة الكعبة أهداها الملك عبدالله لوالدي تقديرا لدوره في الثورة".. لم ينتظر نجل قيادي الثورة حتى نسأله عن ماهية الصور والأوسمة الموجودة بالغرفة فبادر بالإشارة إلى قطعة من القماش أعلى الحائط مدون عليها كلمات مزخرفة من القرآن، أعقبها بإشارة أخرى إلى إحدى الصور أقصى اليمين لوالده وهو يؤدي فريضة الحج ليفسر لنا كيف جاءت هذه الآية إلى هنا، وأخيرا لوّح النائب بيديه أقصى اليسار إلى بعض القلادات والأوسمة، قائلا وهو ينظر إلينا بنفس الحماس: "بعضها لوالدي والبعض الآخر لي.. والباقي في بيتنا القديم بالقاهرة".

ضمت الأوسمة نوط شجاعة أهداه الرئيس الراحل محمد السادات لوالد النائب البرلماني، تقديرا لدوره العسكري، وبالحديث عن العلاقة بينهما أكد النائب أنها جيدة تخللها بعض الخلاف "لما مات عبدالناصر كان يجلس السادات مع والدي بالساعات وفي مرة قعد معاه 12 ساعة وكل ما يقوم يقوله خليك معايا شوية يا ابو كمال".

خلاف السادات وكمال الدين ظهر الخلاف بين السادات وكمال الدين عقب توقيع الأول اتفاقية كامب ديفيد، حيث أطلق عليها الثاني "اتفاقية استسلام وليس سلام" أعقبها خلاف حاد عندما كان كمال الدين عضوا بمجلس الشعب وذلك نتيجة انتقاده سياسات السادات الذي أصدر عددا من القرارات الجمهورية في إجازة البرلمان فضلا عن أزمة غلاء الأسعار وخروج المظاهرات في 18 و19 يناير 1977 (انتفاضة الخبز)، الأمر الذي دفع الرئيس الراحل إلى إسقاط عضويته من المجلس.

علاقة الراحل بجمال عبد الناصر

لم يكن للرئيس الراحل جمال عبدالناصر حظ كبير من الصور الموجودة بالغرفة، وبالحديث عن العلاقة بينهما أكد النائب أنها كانت جيدة جدا "كان والدي دايما يقول انا مستعد افدي عبدالناصر بولد من ولادي"، لكن كعادة العلاقات دائما وجدت الخلافات طريقا بين الطرفين عقب حرب اليمن نتيجة اختلاف وجهات النظر "والدي رفض اشتراكية عبدالناصر كما انتقد حملة الاعتقالات التي حدث في عهده وبعتله برقية قاله فيها اتق الله".

كمال الدين حسين بعيدا عن الميري

لم تكن جميع الأوسمة عسكرية، فقد حظى عضو مجلس قيادة الثورة بوسام من نقابة المعلمين ببنها، تقديرا لدوره خلال توليه وزارة التربية والتعليم، المنصب المحبب إلى قلبه طبقا لحديث نجله: " والدي تولى وزارة التربية والتعليم 6 سنين وحول اسمها من وزارة المعارف إلى التربية والتعليم وكان يؤمن بأهمية التربية قبل التعليم، وأحدث ثورة فعلية بإنشاء العديد من المدارس في الأرياف والقرى وزيادة البعثات التعليمية للخارج، فضلا عن استحداث التعليم الفني".

نفس الحال للصور فلم تكن جميعها عسكرية، بل ضمت صور لضابط الثورة في السعودية بملابس الإحرام، وبسؤال النائب مصطفى كمال الدين عن علاقة والده بالمملكة، أكد أن علاقته كانت جيدة جدا بالسعودية والمسئولين بها "كان أكثر الملوك قربا منه هو الملك عبد الله، الذي محبا لمصر لأبعد الحدود، وكذلك كان الملك فيصل، كما كانت له علاقة خاصة وطيبة مع الشيخ عبد العزيز تويجري قائد الحرس، فعندما كان يسافر والدي للمملكة، يعقد الشيخ تويجري اجتماعات مطولة معه بحضور كبار القادة السعوديين ومن الدول العربية كلها ويقيم احتفالات خاصة بحضوره".

المصدر: elbalad