آخر الأخباراخبار مصر › قصة آخر ضابط عثرت عليه الداخلية في حادث الواحات

صورة الخبر: النقيب محمد الحايس
النقيب محمد الحايس

الخميس الماضي، اتصل النقيب محمد الحايس بصديقه عبد الرحمن أشرف ليطمئن عليه. تبادلا السلام، سأله الأخير عن العمل، طلب منه الذهاب لإحدى النيابات لإنهاء بعض المحاضر، غير أن الحايس اعتذر بشدة "قاللي أنا طالع مأمورية في الواحات.. مش عارف عنها أي تفاصيل"، ليرد أشرف بشكل روتيني "طيب خلي بالك من نفسك"، دون معرفة أنها المكالمة الأخيرة. عام 2015 كانت المرة الأولى التي التقى فيها وكيل نيابة جنوب الجيزة بالنقيب الحايس "كان ساعتها ضابط مباحث في قسم الهرم"، لم تستغرق صداقتهما وقتًا طويلاً حتى تتوطد "حتى لما راح قسم العمرانية فضلنا نتقابل ونتكلم"، يحكي أشرف عن الضابط الراحل الذي وصفه بـ"صاحب قلب يفوت في الحديد". أمس الجمعة خرجت مأمورية من العمليات الخاصة بالشرطة، بعد ورود معلومات من الأمن الوطني، تُفيد بوجود عناصر إرهابية في الكيلو 135 من طريق الواحات، حسبما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمي. ضمن تلك المجموعة كان النقيب الراحل "محمد مكنش بيهمه".. يروي أشرف مواقف عدة جمعته بـ "الحايس"، منها خروجه في أكثر من مأمورية "خطرة" على حد وصفه "رغم إنها ممكن متبقاش بتاعته"، حتى مشاركته في مأمورية الواحات الأخيرة. 1 (5) لساعات ظلّ أصدقاء النقيب الحايّس، بقسم شرطة ثان أكتوبر يبحثون عن اسمه وسط الأخبار قبل صدور البيان الرسمي لوزارة الداخلية، كونه الوحيد من قوة القسم الذي شارك في تلك المأمورية. يقول أحمد مصطفى -اسم حركي- وهوّ زميله في القسم: "هو الوحيد اللي طلع مع القوات من القسم لأنه كان موجود نبطشية وقتها". "كلمة الشهادة على لسانه على طول في أي موضوع عن الشغل".. حسبما يروي زميله الذي رافقه لمدة عامين في قسم الشرطة الذي التحق به قادمًا من قسم العمرانية في حركة التنقلات الدورية لوزارة الداخلية، ودفع نشاطه المكثف خلال الشهور الماضية إلى تكريمه من مدير أمن الجيزة اللواء هشام العراقي: "كل الصفات الكويسة كانت فيه، بخلاف إنه بيقوم بشغله على أحسن وجه، ومدير الأمن كرمه الشهر اللي فات"، إذ كان ذلك بعد خروجه في حملة عقب مقتل أمين شرطة في منطقة أكتوبر. 1 (4) حينما سمع "أشرف" بما حدث أمس في الواحات "اتصلت بأصدقائنا عشان أحاول أفهم إيه اللي حصل؟".. فوجئ وكيل النيابة باسم الحايس ضمن المأمورية، غير أن المعلومات حتى صباح اليوم لم تؤكد أو تنفي وفاته "كنا بنقول يمكن اختفاؤه يكون مؤشر لعودته بالسلامة". ظل الأمل حاضرًا في نفس وكيل النيابة حتى صباح اليوم "جالي تليفون أكد لي إنهم لقوا جثمانه"، لم يكتفِ أشرف بتلك المعلومة "اتأكدت من أكتر من مصدر إنه في عداد الشهداء".. حزن عميق أصاب أشرف "مكنتش عايز أصدق.. دة لسة مكلمني من يومين"، استعاد الصديق أمنية الضابط الراحل المتجددة "إنه يتنقل قطاع شغله أقل شوية.. كان دايما يقول إن الخدمة تعبته وعايز يستريح". مثل "أشرف"، كان مصطفى حسام، أحد أصدقاء الشهيد، لا يُصدق الأخبار التي تناقلت عبر حسابات مشتركة على فيسبوك مع الحايس عن وفاته. أخذ يُمنى نفسه بكذبها، حتى مع إعلان وزارة الداخلية فقدانه: "بعدها عرفنا إنه استشهد". ما يزيد من حزن حسام عدم تمكنه من حضور جنازة صديق عمره لسفره إلى فرنسا: "لسه مكلمني من يومين وقالي "كلمني بالماسنجر عاوز أسمع صوتك". 1 (6) الساعات الأخيرة للقاء "الحايس" وأحمد مصطفى مرّت كما اعتادا في مثل هذه الظروف: "كنا عارفين إنه طالع مأمورية، احنا متعودين على المأموريات لأن شغلنا في الأصل مباحث"، لكنه ما إن شعر بورود الأنباء عن ضخامة المأمورية حتى توجس مع التعامل مع العناصر الإرهابية: "وجودنا في الشارع مع ناس عادية خطورة، ما بالك بإرهابيين". تفاصيل كثيرة اعتبرها الصديق أشرف دليلا على تفاني النقيب "محمد تقريبًا كان كل يومين بيبات في القسم"؛ غطاء ومخدّة اتخذهما الضابط سلاحًا له بشكل دائم، واضعًا إياهما في السيارة أو القسم "كان يقول أنا مش عايز اتأخر على الخدمة هنام ساعتين في العربية وأقوم"، فيما يتذكر وكيل النيابة إحدى الوقائع التي كاد الحايس أن يفقد فيها حياته عام 2014، وذلك عندما خرج في حملة للقبض على أحد الهاربين بمنطقة الطوابق "ساعتها أمين الشرطة اللي معاه اتضرب بالنار وهو كان هيتصاب بس ربنا لطف"، فيما يحكي أشرف أن أكثر ما كان يشغل عقل الحايس صاحب الـ27 عاما هو إيقاف تجار المخدرات. "كان بيجهز شقته للجواز".. حسبما يذكر زميله في القسم، كما كانت أمنيته قبل الحادث "إنه يطلع عمرة"، لكن الأمنيتين لم يتحققا بعدما التحق بزملاء مأموريته الـ 16 الذين استشهدوا في عملية الواحات، حسبما أعلنت وزارة الداخلية مساء السبت. استياء ألمّ بأشرف بعد استشهاد صاحبه "أنا عارف إنه هيتكرم بس التكريم هيرجّعه؟"، يستطرد وكيل النيابة قائلاً إن عودة حق النقيب الحايس، والقصاص ممن تسبب في موته، هما أهم تكريم قد يحصل عليه "ساعتها نقدر نقول إنه مماتش هدر".

المصدر: مصراوي - - دعاء الفولي وأحمد جمعة

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على قصة آخر ضابط عثرت عليه الداخلية في حادث الواحات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
31538

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام