اللواء زغلول فتحي: طلبت من «شلومو وجنوده» أداء التحية العسكرية..وقدم العلم الإسرائيلي بعد استسلامهم ببور توفيق

اللواء زغلول فتحى:
ضابط إسرائيلى أدى التحية العسكرية أمامي وسلمني العلم
تم تكليفي وكتيبتى من الصاعقة بالاستيلاء على النقطة الحصينة بلسان بور توفيق
بدأت عملياتنا بعد القضاء على النقطة بعد الحرب بـ3 ساعات وفقدنا عنصر المفاجأة

صاحب أشهر صورة يظهر فيها ضباط إسرائيلي يعطى التحية العسكرية له ويسلم العلم الإسرائيلي بعد أن استسلم هو وجنوده في نقطة لسان بور توفيق، إنه اللواء أركان حرب زغلول فتحي، خاض حروب اليمن و67 والاستنزاف وأكتوبر، وقد مرت على لقطة الجندي الإسرائيلي عشرات الأعوام.

وقال زغلول إنه كان وقت حرب أكتوبر رائد قائد الكتيبة 43 صاعقة ضمن تشكيل المجموعة 127 التي كانت تعمل في نطاق الجيش الثالث الميداني في الحرب وكانت مهمتها الاستيلاء على النقطة الحصينة لسان بور توفيق نظرا لموقعه الإستراتيجي على طول القناة لأنه أقوى المواقع الحصينة التي أنشأتها إسرائيل وكانوا يطلقون عليه موقع "رصيف الميناء" لأنه يتراوح عرضه من 60 إلى 400 متر، موضحا أن العدو الإسرائيلي خصص لحمايته سرية مدعومة بـ3 دبابات تتمركز داخل هذه النقطة القوية، فضلا عن 8 دبابات أخرى تتمركز خارجه كاحتياطي تكتيكي وكانت المؤن من الذخيرة والطعام والمياه بالموقع تكفى للقتال أكثر من 20 يوما تحت أي ظرف أي «حصار».

وأشار إلى أن هذا الموقع من كثرة تحصيناته عندما كان يصعد الجندي إليه يجد أمامه الساتر الترابي الذي يرتفع لـ 20 مترا تقريبا مغطى بالأسلاك الشائكة وفوقها دشم وخنادق مدعومة بالرشاشات والبنادق الحديثة، وتم تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات بعد أن خصصت القيادة للكتيبة الإغارة عليه في حرب الاستنزاف، لافتا أن مشكلته كانت تنصب في صعوبة تطويقه والالتفاف فلا يوجد أمام القوات إلا المواجهة بالمواجهة والحمد الله تم تكبيده خسائر فادحة.

وأوضح زغلول أن خطة اللواء أركان حرب عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني في الحرب تقوم على عدم الاستيلاء عليه في اليومين الأول والثاني في المعركة وطالب المدفعية بعدم قصفه بعد نجاح الضربة الجوية لكي لا تلتحم مع القوات وتعرقلها أثناء عبورها القناة ومهمتنا كانت محاصرته وتدميره من خلال منع دخول وخروج القوات إليه وهو ما تم تنفيذه كما خطط له اللواء واصل.

وأشار اللواء زغلول إلى أنه تمت مهاجمة الموقع بعد الحرب بـ 3 ساعات في الخامسة مساء وهو ما حرمه من عنصر المفاجئة بعد أن أصبح محصن بـ 11 دبابة بدلا من 3 دبابات وكانت الهجوم بمجموعتين من أقصى اليمين واليسار وثلاثة مجموعات في المواجهة وتم الوصول للساتر الترابي وإصابة دبابتين وفى الساعة السادسة وأربعين دقيقة مساء يوم 6 أكتوبر تم الدفع بسرية صاعقة مخصصة لمهاجمته مما أدى لاستشهاد قائدها وبعض أفرادها ولكنها نجحت في تدمير الجزء الجنوبي والاستيلاء عليه.

وأضاف: فى اليوم التالي حاول العدو الهجوم علينا مرتين ولكنه فشل وبعدها حاول العدو اختراق الحصار بحرا بالقوارب والضفادع البشرية وفشل أيضا بعد حصار الجنود والضباط الإسرائيليين به، بعدها وصلت رسالة إلى الملازم أول شلومو «إذا لم نستطع إرسال التعزيزات إليكم خلال 24 ساعة يمكنكم الاستسلام»، وفى 12 أكتوبر مساء، تحدث لي اللواء واصل قائلا أوقف الضرب، الموقع استسلم وسيأتي مندوبا ليبلغك ترتيبات الاستسلام، وتذكر زغلول أن قائد الموقع كان رائدا وقتل 8 أكتوبر وكان معه 38 أسيرا منهم 17 جرحى و20 قتيلا آخرين و5 ضباط، وتم التسليم غرب القناة وبعد التسليم طلبت من الصليب الأحمر أن أمر على الحصن خوفا من تفخيخه في حضور الضباط الإسرائيليين وشلومو، وكنت أدخلهم الدشم قبلي حتى ينفجر فيهما لو كان مفخخا.ويرجع قصة التحية العسكرية أثناء الاستطلاع مع قائد المجموعة العقيد أ.ح فؤاد بسيونى، حيث قال: «رأيت الإسرائيليون يغيرون العلم الإسرائيلي بآخر، فنظر إلي وقال غاضبا إنهم يغيرون العلم فقلت له إن شاء الله سوف أهديه لك قريبا وأثناء مروري مع الضباط الإسرائيليين»، وتذكرت الموقف فقلت لـ«شلومو أردنسي»: «أين العلم الإسرائيلي أحضره لي وأدي التحية العسكرية لي وسلمني العلم وفى هذا الوقت كان العقيد بسيونى مصابا ويرقد بالمستشفى فذهبت إليه وأعطيته العلم ففرح وقال لي لابد أن تسلمه إلى اللواء أ.ح عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني فسلمته إليه».

المصدر: el-balad