المقدم "النعماني" لـ"صدى البلد": فقدت بصري ولم أفقد بصيرتي.. وأرى الآن بـ"عيون المصريين"

المقدم ساطع النعماني:
- قناصة أطلقوا عليّ الرصاص من أعلى أسوار جامعة القاهرة
- منعت مجزرة في "بين السرايات" بعد مقتل 15 مواطنا
- أجريت 12 جراحة وسوف أعود بعد 4 أشهر لإجراء جراحات أخرى
- أتمنى الشهادة فداء الوطن والعودة للعمل.. و"الداخلية" وقفت بجواري

روى المقدم ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور لـ"صدي البلد"، اللحظات العصيبة التي عاشها خارج الوطن منذ ان أطلق عليه الارهابيون والقناصة الرصاص من اعلي اسوار جامعة القاهرة اثناء انقاذه العشرات من اهالي بين السرايات بعدما اعتدوا عليهم وقتلوا 15 منهم واصابوا 60 آخرين ودمروا 70 محلا مملوكة للمواطنين.

وبصوت منخفض بدأ يتذكر المقدم النعماني تلك اللحظات العصيبة وبالتحديد في 2 يوليو عندما كان الرئيس المعزول محمد مرسي يلقي خطابه بالتليفزيون ويردد كلمة الشرعية مرات ومرات وهنا خرج عناصر من الاخوان بمنطقة بين السرايات وظلوا يطلقون الرصاص علي الاهالي واشتبكوا معهم، مما اسفر عن مقتل اهالي لا ذنب لهم الا التواجد بالمنطقة مصادفة وقامت قناصة باطلاق الرصاص بصورة عشوائية؛ وهنا يقول النعماني: "قررت النزول للشارع حتي لا تتفاقم المجازر ويتساقط القتلي بأعداد كبيرة بعدما تدافعت اعداد من منطقة بولاق الدكرور وبين السرايات".

وتابع: كادت تحدث مجزرة يسقط فيها المئات والعناصر الارهابية تلقي الرصاص علي المواطنين واثناء محاولة ابعاد مواطني بولاق فوجئت بقناص اعلي الجامعة يطلق الرصاص فسقطت ولم اشعر بشيء بعدها وبالتحديد كنت في عداد الاموات ولم اعد للحياة الا بعد 92 يوما، بعد ان قرر اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية سفري في طائرة طبية للعلاج في سويسرا".

وأضاف: "تلك المدة كنت في غيبوبة تامة وحدث توقف في الكلي حتي كانت تجري عمليات غسيل بشكل يومي، وظللت علي هذا الحال الا انني اشعر بالفخر لاني كما وقفت بجوار الشعب المصري فالله سخر لي مصر دولة وشعبا للوقوف بجواري الي ان تم شفائي من اصاباتي وتم اجراء 12 جراحة لي بالبطن والوجه بعد ان تحطمت اسناني وسوف اعود بعد 4 اشهر لاجراء جراحات اخري".

وهنا انتابته حالة من البكاء قائلا: "ان كنت فقدت بصري لكني لم افقد بصيرتي والان اري بعيون المصريين وعيون زوجتي وطفلي الوحيد ياسين الذي اتمني ان يعيش في هذه الحياة وينعم بعد ان حاول الارهابيون تعكير فرحة المصريين بثورتهم"، مضيفا: "سوف اظل طوال حياتي مدينا لمصر وشعبها العظيم الذي وقف بجواري في محنتي خاصة ان وزارة الداخلية لم تدخر جهد للانفاق عليّ وعلاجي".

وقال "عندما وطأت قدمي مصر وعند نزولي من الطائرة كان اول شيء فعلته هو السجود لله وتقبيل تراب الوطن الذي نحيا فداء له جميعا وسنظل كذلك، نتمني الشهادة من اجل رفعة الوطن وحياة طيبة لابنائنا".وأوضح نائب مأمور قسم بولاق ان "مظاهرات واعتصامات ميدان النهضة كانت السبب الرئيسي فيما حدث له حيث ان المسلحين الذين اطلقوا الرصاص عليه كانوا من اتجاههم وبنبرة أسي قال: "اين منظمات المجتمع المدني واين المراكز الحقوقية لتري ما انا فيه وتتحدث عنه كما تقوم بفعل ذلك مع عناصر تحارب الوطن. وسيظل السؤال مطروح هل هم يشاهدون ما يحدث من قتل وتدمير للشرطة بشكل يومي في جميع انحاء مصر؟".

وفي النهاية قال لـ"صدى البلد": "احمد الله على العودة للوطن".

وكان اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية قد استقبل أمس المقدم ساطع النعمانى نائب مأمور قسم بولاق الدكرور عقب عودته من رحلة العلاج بالخارج إثر إصابته بطلق نارى بالرأس أثناء تصديه لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابى أثناء محاولتهم الإعتداء على المواطنين بمنطقة بين السرايات.

وأكد وزير الداخلية أن المقدم ساطع النعمانى وما قدمه من تفان فى أداء واجبه مثالٌ مشرف لرجال الشرطة الذين نذروا أنفسهم فداءً للوطن، مشيراً إلى أن بطولات شهداء ومصابى الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم وأجسامهم من أجل أمن الوطن سُتسجِّل فى صفحات التاريخ تتناقلَها الأجيال ، وستظلَّ محفورة فى ذاكرة الوطن ، تزيد رجال الشرطة الأوفياء عزيمة وإصرارا وصلابة فى حماية الوطن والمحافظة على أمنه واستقراره.

المصدر: محمد عبد المجيد - صدى البلد