مبارك سقط بمجرد إبلاغه بوصول المحققين وسوزان تجهش بالبكاء

أكد مراقبون ان صدور قرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود فجر امس بحبس نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات في مسؤوليتهما عن التحريض على قتل المتظاهرين السلميين في تظاهرة جمعة الغضب.

والتحقيقات مع الرئيس السابق حسني مبارك والتي امتدت في السويت 309 في الدور الثاني في مستشفى شرم الشيخ الدولي حتى فجر امس على البداية الحقيقية لمحاكمة فساد وطغيان نظام مبارك السابق في الوقت الذي اعتبروا فيه بداية التحقيق مع الرموز الثلاثة نقطة انطلاق نحو استعادة الثقة بين شباب ثورة 25 يناير والنائب العام الذين سبق وطالبوا بإقالته وايضا مع كل من المجلس الاعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف واللذين اتهما من جانب الثوار بمجاملة الرئيس السابق واسرته.

وقد حفلت التحقيقات مع مبارك ونجليه والتي لم تمتد الى زوجته سوزان صالح ثابت بالعديد من المواقف الدراماتيكية وقالت الروايات الواردة من مقربين وشهود عيان في الاستراحة الرئاسية من منتجع شرم الشيخ ان مبارك سقط فاقدا القدرة على الوقوف بمجرد ابلاغه بوصول فريق المحققين الى مقر الاستراحة، واصيب على الفور بانخفاض حاد في ضغط الدم وارتجاج في عضلة القلب ادت الى اضطراب ضرباته، واجهشت سوزان بالبكاء وهي تنهض بزوجها بمعاونة الحراسة الخاصة ونجليه وطبيبه الخاص، وتعامل فريق المحققين باسلوب إنساني مع الموقف وتسارعت ايقاعات الاحداث وهرعت سيارة مرسيدس سوداء من السيارات الرئاسية بمبارك الى مستشفى شرم الشيخ الدولي وتكون فريق طبي لفحص مبارك في غرفة العناية المركزة وقسم الطوارئ بعدها استقر الرأي الطبي عن نقله الى الجناح 309 في الدور الثاني في الوقت الذي انتشرت فيه على الفور قوات مكثفة من الشرطة والشرطة العسكرية في الطابق، ومنعت الدخول او الخروج وانتشرت قوات اخرى خارج المستشفى وعلى مقربة منها حالت دون اقتحام اكثر من 400 متظاهر مطالبين بطرد مبارك من المستشفى ومن المدينة كلها وهي الهتافات التي هزت مبارك نفسيا وهو يخضع للعلاج واغرورقت عيناه بالدموع وزوجته تربت على كتفه ولم يستطع الفريق الطبي المعالج ضبط اعصابهم وسالت الدموع منهم بينما كان فريق المحققين من النيابة العامة ينتظرون قرار الاطباء بالسماح لهم ليبدأوا التحقيق اذا سمحت حالته الصحية بذلك، وابلغ الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى الفريق بسماح حالته الصحية باستجوابه وجلس الفريق حوله في السويت لاستجوابه وأصر مبارك وهو في حالة انهيار كامل على ان يضيفهم وطلب المشروبات من المستشفى.

في الوقت الذي كان قد بدأ فيه فريق آخر التحقيق مع كل من علاء وجمال في حجرة مجاورة واستمرت التحقيقات حتى فجر امس وتم السماح لهما بوداع والدهما حسني مبارك ووالدتهما سوزان التي صرت عندما علمت بقرار حبس كل منهما 15 يوما على ذمة التحقيق وقالت بصوت غالبه البكاء (لا.. لا.. ولا يمكن ابدا) والتزم جميع الحضور الصمت في الوقت الذي اصطحب فيه المحققون وقوة من الشرطة علاء وجمال وركب علاء سيارة حمراء تابعة لمديرية الامن في مجمع المحاكم في شرم الشيخ وجمال في سيارة جيب تمهيدا لترحيلهما الى القاهرة حيث تم ايداعهما سجن مزرعة طره وليبدأ التحقيق ايضا خلال اليوم معهما في جهاز الكسب غير المشروع حول اسباب ومصادر تضخم ثرواتهما الخاصة وينتظر ان يصدر قرار آخر بحبس كل منهما 15 يوما على ذمة التحقيق في هذه الاتهامات ايضا. ونتيجة للتقييم الشديد على التحقيقات تضاربت الانباء حول صحة حبس علاء وجمال طوال امس الاول وايضا مكان التحقيق معهما الذي انتقل من المستشفى التي يرقد فيها مبارك الى نيابة مدينة الطور قبل صدور القرار.

وكانت كبرى المفاجآت ظهور فريد الديب المحامي كمحام لمبارك واسرته في كادر التحقيقات التي جرت مع الثلاثة وكان الديب قد أعلن اعتذاره في فترة سابقة ولم يستطع اقناع فريق التحقيق بالافراج عن علاء وجمال بكفالة مالية، واكدت النيابة ان الشكوك في امكان هربهما تستدعي التحفظ عليهما لاستكمال التحقيقات.

وترددت انباء قوية حول تلقي سوزان مبارك اتصالات عاجلة من عدد من المسؤولين في القاهرة تطمئن على صحة مبارك في المستشفى ولم تفصح المصادر النقاب عن هوية أصحاب هذه الانتقالات في الوقت الذي كان فيه الدكتور احمد فتحي سرور رئيس البرلمان السابق قد سارع الى الاتصال بزوجة مبارك للاطمئنان عليه ويتردد دبقوة ايضا ان بعض من رموز نظامه المحبوسين احتياطيا اتصلوا هاتفيا بسوزان وفي مقدمتهم الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق الذي غالبه البكاء على صديقه الحميم.

واكد وزير العدل المستشار محمد عبدالعزيز الجندي ان التحقيق مع مبارك ونجليه لم يتم حتى الآن في الاتهامات الموجهة لهم بالكسب غير المشروع مشيرا الى ان ذلك من اختصاص جهاز الكسب غير المشروع في الوزارة.وكان مبارك قد وصل الى المستشفى وهو يرتدي ترينج ابيض في اسود وقال شهود عيان ان مبارك كان يسير بصعوبة شديدة وتم حمله على التروللي الطبي على مقر اقامته في الوقت الذي ترددت فيه انباء عن رفض مبارك تناول الطعام والشراب.

المصدر: elaph.com