آخر الأخباراخبار مصر › قصة مقاتل مصري منسيّ شارك في حرب أكتوبر 1973

صورة الخبر: المقاتل صلاح الكاسر
المقاتل صلاح الكاسر


الله أكبر.. الله أكبر.. كلمتان اعتمد الجيش المصري عليهما لرفع الروح المعنوية، والتشجيع على القتال للدفاع عن العرض واسترداد الأرض، حتى تحقق النصر في أكتوبر 1973، وسبق هذا الانتصار العديد من التحضيرات، التي شارك فيها أبطال نُسيت أسمائهم بسبب كثرة عددهم ومرور العديد من السنوات على الحرب، ومع كل فجر السادس من أكتوبر من كل عام يتذكر الحيّ منهم المآسي الذي واجهها، ويحكي أبناء المتوفي منهم قصص والده للأحفاد.

وحكى ياسين الكاسر لـ«المصري اليوم»، قصة والده الرقيب صلاح جودة السيد أحمد الكاسر، الذي شارك في عمليات العبور التي سبقت يوم السادس من أكتوبر نفسه، ونفذ العبور 5 مرات، وبدأت حكاية المقاتل صلاح الكاسر عقب نكسة 1967، عندما تم تجنيده في فرق القوات الخاصة بسلام المظلات، وتم تجنيده في الصاعقة وتحديدًا بـ«الإبرار الجوي»، أو ما يُسمى بـ«أبناء الشاذلي»، حيث كان تحت قيادة الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي أسس فرقة خاصة شاركت في عمليات خلف خطوط العدو الإسرائيلي، وكانت أول فرقة مظلات في 1951، بالإبرار الجوي، حيث كان الجيش المصري يستهدف نقاط معينة من معسكرات العدو ويرسل لها عدد من فرق الصاعقة كي يدمروها بعمليات استشهادية، عن طريق قفز الجنود من الطائرات إما بالمظلة إذا كانت المسافة بعيدة، أو القفز الحُر إذا كانت المسافة قريبة.

حقق صلاح الكاسر 5 عمليات عبور متنوعة في الفترة من 1969 إلى 1973، كما عاصر معركة شدوان والتي حدثت عام 1970، ضمن حروب الاستنزاف، وفيها تلقت فرقته أوامر بالانسحاب بعدما علموا أن الطائرة TU16، في طريقها لتحويل شدوان بالكامل إلى كتلة من النار، وبالفعل تم الأمر، ومن هول المنظر لم يستطع صلاح الكاسر وبعض أفراد فرقته النوم لمدة 3 أيام متواصلة حتى ذهبوا للمستشفى العسكري بسبب أضرار بسيطة لحقت بجهازهم العصبي، وشارك الكاسر في العديد من العمليات الاستشهادية، مثل الهجوم على مناطق تمركز العدو الإسرائيلي، وكان تسليحه الخاص يتكون من، ثلاث خزن طلقات آلية، بندقية كلاشنكوف، خنجر بولندي، طبنجة 9 ملي، بالإضافة لـ15 قنبلة يدوية، والإعاشة زمزمية مياه، أنابيب تحتوي على الطعام، وكان الجنود مزودين بتعليمات قاسية مثل في حالة إصابتهم بـ«النابلم» يجب أن يقطعوا الجزء الذي أُصيبوا فيه كي لا ينتشر «النابلم» في الجسد بالكامل ويصل للعظام.

«كنّا نقتل العدو بأسناننا».. جملة قالها صلاح الكاسر لنجله ياسين الذي كررها وحكى كواليسها، حيث تم تدريب قوات الصاعقة المصرية أثناء فترة الحرب، على مهاجمة العدو بكل الطُرق حتى وإن كان السلاح الأخير الوحيد هو قتل العدو بالأسنان، عن طريق طبق فم الجندي المقاتل المصري على رقبة العدو حتى يُخرج روحه، وأكد هذه الرواية اللواء نبيل أبوالنجا مؤسس قوات الـ999 قتال.

فرقة المقاتل صلاح جودة السيد أحمد الكاسر، حصلت على أوامر للعبور ولكن يوم 8 أكتوبر وليس في السادس نفسه، وكانت مهمته هي التمركز، ضد هجوم متوقع من المضرعات الإسرائلية، لتأمين منطقة الثغر، أو ما سُميَّ بتطوير الهجوم، مشيرًا أن الهجوم على أرض سيناء تم تقسيمه إلى دفعات، وذلك ضمن الخطة المُحكمة التي وضعها الجيش المصري لتحقيق النصر، كما شارك في حماية الإسماعيلية، عندما حاول الجيش الإسرائيلي احتلالها عقب حرب السادس من أكتوبر.

ومن المشاهد الصعبة التي عاشها، الكاسر، عندما استلم غطاء به سوستة، ليدخله ويُخفي جسده بالكامل، عدا أنفه، كان الجزء الوحيد الذي يظهر، فكان يسمع لدغات العقارب خارج الغطاء، وشهد استشهاد العديد من أصدقائه خلال الحرب، وأحدهم توفي أثناء الحديث معه، بطلقة نارية قسمت جسده إلى جزئين، عندما كان واقف بجانبه بعد السادس من أكتوبر 1973 عندما كان يحاول العدو مناهضة الانتصار المصري.

الرقيب صلاح الكاسر وُلد في 27-11-1949، وأنهى خدمته العسكرية في 1975، بعدما ظل عامًا كاملًا ضمن القوات الخاصة لحماية أحد الشخصيات المهمة، وتوفي في 16-8-2012، والذي وافق ليلة الـ29 من رمضان.

المصدر: almasryalyoum

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على قصة مقاتل مصري منسيّ شارك في حرب أكتوبر 1973

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
26745

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام