كيفية إدخال الميت في القبر .. البحوث الإسلامية توضح الطريقة الصحيحة

كيفية إدخال الميت في القبر، سؤال أجابت عنه لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، وذلك عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى « فيسبوك».

وقالت « لجنة الفتوى» إن الفقهاء اختلفوا في كيفية إدخال الميت في القبر والطريقة الصحيحة لذلك على أربعة أقوال، الأول: يرى أصحابه أن أول ما ينزل من الميت فى القبر رأسه، وهو أصح القولين عند الشافعية، ورواية عند الحنابلة، دليلهم : ما رواه أَبُو دَاوُد عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ - رضى الله عنه - {أَدْخَلَ الْمَيِّتَ مِنْ قِبَلِ رِجْلَى الْقَبْرَ، وَقَالَ: هَذَا مِنَ السُّنَّةِ}.

وأوضحت أن وجه الدلالة من الحديث: أنه له حكم الرفع ؛ لأن قول الصحابي – رضى الله عنه : " إن هذا من السنة له حكم المرفوع" فكأنه يقول: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- فعل هذا، كما بين الحديث أن الميت ينزل فى القبر برأسه من مؤخرة القبر، وهو المقصود بقوله : (مِنْ قِبَلِ رِجْلَى الْقَبْرَ) ثم يُذهب برأسه إلى موضع الرأس، وتبقى رجلاه فى موضع الرجلين، لكن أول ما ينزل من الميت فى القبر رأسه.

وأضافت لجنة الفتوى بمجع البحوث الإسلامية أن القول الثاني: يرى أصحابه أن أول ما ينزل من الميت فى القبر رجلاه وهو أحد القولين للإمام الشافعى، و دليلهم : أن النبى - صلى الله عليه وسلم- " أدخل القبر من جهة رأسه " ،رواه البيهقي .

وبينت أن وجه الدلالة من الحديث: أن الميت ينزل فى القبر برجليه من قبل رأس القبر لا مؤخرته ، فإذا كان الميت سوف يدخل من قبل رأس القبر، فأول ما سوف ينزل إلى القبر رجلاه، وهذا القول على عكس القول الأول، لافتةً: نوقش هذا الحديث بأنه ضعيف.

ونبهت أن القول الثالث: يرى أصحابه أن الميت يدخل من قبل القبلة معترضًا ، يعني: يؤتى بجنازته من جهة القبلة، لا من مؤخرة القبر، ولا من قبِل رأسه بحيث يكون الميت بين القبر وبين القبلة، ثم يوضع فى القبر معترضًا، وليس يسل سلًا كما فى القول الأول والثاني، وهو مذهب أبى حنيفة –رحمه الله -، و دليلهم : ما روى عن ابن عباس –رضى الله عنهما - : أن النبى - صلى الله عليه وسلم- " أدخل قبره من جهة القبلة معترضًا" وقد نوقش هذا الحديث أيضًا بأنه ضعيف.

ولفتت أن القول الرابع: يرى أصحابه أن الأمر فيه سعة ، فإذا أدخل الميت من أى جهة جاز، إن شاءوا أدخلوه من جهة الرجلين، وإن شاءوا أدخلوه من جهة الرأس، وإن شاءوا أدخلوه من جهة القبلة، وإن شاءوا من أى جهة أخرى جاز ذلك.وهو مذهب المالكية، والمنصوص عند الحنابلة، ومذهب ابن حزم .وألمحت أن الراجح من هذه الأقوال ما اعتاده أهل البلد أو القرية طالما أن ما هم عليه لم يخرج عن واحد من الآراء السابقة، فالأمر فيه سعة، والمسألة ليس فيها نص صريح صحيح يجب الرجوع إليه، وإنما فيها فعل صحابي، وقال:" إنه من السنة"، وهناك ما يعارضه، فأى شيء فعله من تلك الأقوال أجزأه .

وذكرت قول ابن حزم – رحمه الله - : " ويدخل الميت القبر كيف أمكن، إما من القبلة، أو من دبر القبلة، أو من قبل رأسه أو من قبل رجليه، إذ لا نص فى شيء من ذلك. " انتهى. وهو ما اختاره الصنعانى فى سبل السلام فقال بعد أن ذكر هذه الأقوال :" فيستفاد من المجموع أنه فعل مخير فيه" .

كيفية دفن الميت عند ازدحام القبر:

نبهت دار الإفتاء المصرية، أنه مِن المُقَرَّرِ شرعًا أنَّ دَفنَ الميت فيه تكريمٌ للإنسان؛ لقول الله – تعالى- في مَعرِض الِامتِنان: «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا»، ( سورة المرسلات: الآيات 25-26).

وأفادت « الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: «هل دفن الموتى فوق بعضهم عند الاذدحام فيه أثم؟»، أن الإسلامُ حَثَّ على تكريم الميت، وأَجمَعَ المسلمون على أنَّ دَفن الميت ومُوَارَاةَ بَدَنِهِ فرضُ كِفَايَةٍ؛ إذا قام به بَعضٌ مِنهم أو مِن غيرهم سَقَط عن الباقين.

وأبانت أنه في حال امتلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجز حتى ولو كانوا من جنس واحد.

وواصلت أنه إذا حصلت الضرورة فيمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبْوٍ مِن طوب أو حجارة لا تَمَسّ جسمه ثم يوضع على القَبْو الترابُ ويدفن فوقه الميت الجديد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرام واحترام مع الموتى أو ما تبقى منهم؛ لأن حُرمة المسلم ميتًا كحُرمته حيًّا.

المصدر: elbalad