آخر الأخباراخبار مصر › نص الاستقالة الأولى للمشير عبد الحكيم عامر

صورة الخبر: عبد الحكيم عامر
عبد الحكيم عامر



اعتكف المشير عبد الحكيم عامر"رحل في 1967" أسبوعا في مرسي مطروح في ديسمبر عام 1962 مع جمال سالم، ومن هناك أرسل رسالة تضم استقالة مسببة إلى الرئيس جمال عبد الناصر، يطالب فيها بحرية الصحافة.

وأعادت مجلة روز اليوسف عام 1977 نشر نص الاستقالة، قال فيها: "عزيزى الرئيس جمال عبد الناصر: أرى أن الواجب والوفاء يقتضينان أن أكتب إليك، معبرا عن رأي مخلص رغم الأحداث الأخيرة، فبعد عشر سنوات من الثورة، وأكثر من عشرين سنة من الصلة بيني وبينك".

وتابع: "لا يمكني أن أتركك واعتزل الحياة العامة دون أن أبوح لك بما في نفسي، خاصة وأنني أرى الانسجام والتفاهم والثقة المتبادلة بين المجموعة التي تحكم أمرا ضروريا، وقد وجدت في الفترة الأخيرة أن الأسلوب الغالب هو المناورات السياسية وأساليب الدس السياسي والحوادث، وما وصلنا إليه اليوم يدل على ذلك".

وأضاف "عبد الحكيم":" استطاع هذا الأسلوب أن يتغلب على كل ما كنت أعتقده مستحيلا، وهو تحطيم صداقتنا، وما تبع ذلك من أحداث لا داعي لذكرها، فكلها لا تتفق مع المصلحة العامة في شيء.. المهم في الموضوع أنني لا أستطيع بأي حال أن أجاري هذا الأسلوب السياسي، لأنني لو فعلت ذلك لتنازلت عن أخلاقي، وأنا غير مستعد لذلك".

واستطرد: "الذي أريد أن أحدثك عنه هو نظام الحكم في المستقبل، أعتقد أن التنظيم السياسي القادم ليكون ناجحا ومستمرا يجب أن يبنى على الانتخابات من القاعدة إلى القمة، بما في ذلك اللجنة العليا للانتخابات واللجنة التنفيذية للانتخابات، حتى لا تكون هناك نقطة ضعف في التنظيم الديمقراطي للاتحاد الاشتراكي، خاصة بعد أن صفي الإقطاع ومنحتك الجماهير ثقتها بلا تحفظ.. وهذا مع العلم بأن الملكيات الفردية والقطاع الخاص لا تشكلان خطرا على نظام الدولة".

وأردف: "كذلك الأمر بالنسبة للصحافة، فيجب أن تكون هناك ضمانات تمكن الناس من كتابة آرائهم، وكذلك تمكن رؤساء التحرير والمحررين من الكتابة دون خوف أو تحفظ.. وأخيرا دعني قبل أن أودعك أن أقول لك أن اختلاطك بالناس أمر ضروري، لأنه يعطي الثقة المتبادلة، ويعطي أيضا إحساسات وأفكار متبادلة.. وهذا هو الطريق الطبيعي للارتباط بأفراد الشعب..أما انعزالك التام عن الشعب فإنه سيجعل صور البشر عندك أسطرا على الورق، أو أسماء مجردة لا معنى لها، وهذا في رأيي لا يمثل الواقع".

وواصل في رسالته: "إن العقل والعاطفة من مكونات الإنسان، ولا نستطيع أن نفصل بينهما كلية، لكن يجب الجمع بينهما في الطريق الصحيح، وهذا لا يكون إلا بالاتصال الشخصي، كما أن هذا أيضا هو الطريق الوحيد لإظهار شخصيات قيادية تعتز برأيها دون خوف، لكنها في نفس الوقت تثق في قيادتها وتحترمها، وهذا النوع من الناس أنت في أشد الحاجة إليه، بل وبلدنا كلنا بحاجة إليه".
انتهى خطاب الاستقالة، وعاد المشير من مرسى مطروح، والتقى به الرئيس جمال عبد الناصر الذي رفض الاستقالة، قائلا له "في حاجات في الخطاب مش قادر أفهمها أو أستوعبها".

وأضاف "أن الكلام عن الديمقراطية وحرية الصحافة وشغل السياسة أنت فاكر أن وجود الحاجات دى فيها تهديد لي تبقى غلطان، وأنت بتقول أنك مش بتاع سياسة.. أنا بقى بتاع سياسة، وعارف كويس قوي القوى السياسية في البلد ووزنها بالضبط".

المصدر: فيتو

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على نص الاستقالة الأولى للمشير عبد الحكيم عامر

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
99692

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام