آخر الأخباراخبار مصر › تسجيل صوتي كشف الحقيقة.. القصة الكاملة لانتحار فتاة الإسكندرية بسبب التنمر

صورة الخبر: القصة الكاملة لانتحار فتاة الإسكندرية
القصة الكاملة لانتحار فتاة الإسكندرية


كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ظهرًا عندما دق جرس الباب الشقة الواقعة بالطابق الرابع بالعقار رقم 22 بمنطقة بشاير الخير، غربي الإسكندرية.. همّت الأم لاستقبال نجلتها (إيمان) فذلك موعد عودتها من معهد التمريض الذي تدرس به.

بدت ملامح حزن وغضب تجتاح وجه الأبنة لتسألها الأم:"عملتي أيه النهاردة في المعهد؟".. لترد بجملة واحدة حملت الكثير من المعاني "العادي"، وتدخل غرفتها، وبعد دقائق معدودة تسمع الأم صرخات، لتدخل فتجد صغيرتها ألقت بنفسها من شرفة الغرفة، تاركة خلفها تسجيلاً صوتيًا.

"إيمان صالح"، 19 عامًا، ضحية "التنمر"، طالبة في الصف الثاني بمعهد التمريض التابع لمستشفى جمال عبد الناصر للتأمين الصحي، لم تجد أمامها سوى الانتحار للتخلص من مضايقات مشرفات ومدرسات المعهد والتي وصلت إلى حد معايرتها بهيئتها، لتتحول حياة الفتاة إلى جحيم وهو ما أكدته في تسجيلها الصوتي.

الفتاة التي حلمت كثيرًا بالالتحاق بمعهد التمريض لتكون إحدى ملائكة الرحمة، لم تجد أي رحمة في قلوب المشرفات به، ليتحول حلمها البرىء على أيديهن إلى كابوس، انتهى بانتحارها بعدما فقدت الثقة في نفسها.

"يابنتي والله العظيم تعبت جدًا ما حد يعرف اللي في كل شوية تخدنى على جنب ويوم الخميس اللى فات أخدتتني الأوضة– تقصد المشرفة – وقالتلي أنتِ شبه الولد.. وشعرك منكوش إزاي.. قولتلها ياميس دا كرلي".. تلك كانت آخر كلمات نطقتها الفتاة ذات الـ 19 عامًا في تسجيل صوتي لإحدى صديقاتها تركته على مكتب بغرفتها لتصف من خلالها المعاناة التي عاشتها قبل أن تفتح باب الشرفة وتلقي نفسها من الطابق الرابع.

وتضيف "إيمان" - في التسجيل الصوتي- :"مش كده طول ما أنتى منتقداني هبقى كرهاكي وكارهة المعهد والدراسة..أنتي منتقداني عالطول.. وأنا مش بحب الأسلوب ده..أنا من ساعة ما دخلت تمريض وأنا في اكتئاب.. تعبت والله".
أحلام فتاة
"كانت تعد الأيام المتبقية لها في المعهد لكي تنهي هذا الكابوس الذي تعيشه".. بهذه الكلمات وصفت أمينة عبد العزيز، والدة "إيمان"، ما كانت تعيشه نجلتها مضيفة: "بنتي تعبت تعب محدش شاف زيه على إيد مدرساتها في المعهد اللي كانوا بيضايقوها علطول بدون سبب".

وتابعت الأم المكلومة وهي تجلس على "كنبة" في مواجهة النافذة التي شهدت اللحظة الأخيرة في حياة ابنتها: "كنت بحاول أصبرها كل شوية وأقولها هانت يا بنتي مفضلش غير السنة دي وتخلصي من كل الهم ده وترتاحي، وروحت معاها المعهد واترجتهم يسبيوها في حالها أو يعتبروها زي بنتهم بس مفيش فايدة"، مشيرة إلى أن "إيمان" إحدى أربعة أبناء لها، وهم (أحمد، وإيمان، وسعيد، وروان).
واستطردت الأم قائلة: "كنا بنحط القرش على القرش ونتعب علشان نربيهم وإيمان كانت بتحب مهنة التمريض وكانت بتقولي دايمًا أنا عايزة أكون واحدة من ملائكة الرحمة بس للأسف وقعت في إيدين ناس متعرفش الرحمة".

اللحظات الأخيرة
وعن اللحظات الأخيرة في حياة نجلتها قالت الأم، إن إيمان عادت إلى المنزل في الساعة الـ 1.5 بعد الظهر، وكان يبدو عليها الإرهاق، وعندما سألتها عما فعلته في يومها الدراسي ردت قائلة "العادي" - وكانت تقصد أنها مازالت تتعرض لمضايقات المدرسات، حسب قول الأم- ولم تتمالك الأم نفسها وانهمرت الدموع من عينيها وهي تقول:"وبعد شوية سمعت صرخة بدخل الأوضة عند إيمان لقيتها رمت نفسها من الشباك وخدت قلبي وروحي معاها".

دعوى قضائية
حررت أسرة الفتاة محضرًا في قسم شرطة كرموز ضد إدارة المعهد حمل رقم (4886 لسنة 2018 إداري قسم شرطة كرموز)، اتهمتها فيها بالتسبب في وفاة نجلتهم، والتي عانت - بحسب الأسرة- من حالة اكتئاب حاد قبيل انتحارها.

رواية زميلاتها
وأكدت عدد من زميلات "إيمان"، رواية أسرتها بشأن تعرضها للتنمر من جانب إدارة المعهد بشكل متكرر وأمام الجميع فتقول نور:"للأسف كانت المدرسات والمشرفات بالمعهد دائمات الاستهزاء بمظهرها وشكلها أمامنا جميعًا، وفي أحيان كانت ترد عليهم وفي أحيان أخرى كانت تبكي".

وتضيف ليلى:"احنا لحد دلوقتي مش مصدقين إن إيمان انتحرت، كانت بتصعب علينا من اللي بيحصلها من المشرفات ومش عارفين هما كانوا ليها مضطهدينها كده".

محامي الأسرة
يقول زياد عبد العظيم أبو حنينة، محامي أسرة الطالبة إيمان صالح، إن أسرة الفتاة تقدموا ببلاغ رسمي للنيابة العامة اتهموا خلاله 3 مشرفات بالمعهد بالمسئولية حول انتحار نجلتهم.

وأضاف "عبد العظيم" - في تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام"- أنه حتى الآن لم يتم استدعاء أي من إدارة المعهد أو المستشفى أو حتى الممرضات للتحقيق معهم في الاتهامات الواردة بحقهم.

وأشار "عبد العظيم"، إلى أن النيابة حتى الآن استمعت لأقوال زميلات ووالد ووالدة الفتاة، لكن لم يتم توجيه اتهام رسمي لأي شخص.

مستشفى جمال عبد الناصر يرد

أوضح الدكتور أشرف أمين، مدير مستشفى جمال عبد الناصر، أنه لا صحة لاتهامات الأسرة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي شخص يتعرض للاضطهاد في المعهد، وأن واقعة الانتحار جرت في مكان غير المعهد ولا علاقة لهم بها.

وأشار "أمين"، إلى أنه حتى الأن لم يأت للمستشفى أو المعهد أي خطابات تحقيق أواستدعاء من النيابة العامة، كما لم يتم فتح تحقيق داخلي في الواقعة داخل المعهد.

المصدر: gate.ahram

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على تسجيل صوتي كشف الحقيقة.. القصة الكاملة لانتحار فتاة الإسكندرية بسبب التنمر

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
53584

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام