آخر الأخباراخبار مصر › "الاكتئاب الذي قتل معالجه".. القصة الكاملة لانتحار طبيب نفسي بالبحيرة

صورة الخبر: القصة الكاملة لانتحار طبيب نفسي بالبحيرة
القصة الكاملة لانتحار طبيب نفسي بالبحيرة

انتحر طبيب نفسي بالقفز من أحد الطوابق العلوية ببرج سكني بمنطقة الوكالة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.....

والطبيب المنتحر يدعى إبراهيم أحمد، طبيب أمراض نفسية وعصبية، يبلغ من العمر 33 عاما، قد قرر الانتحار بالقفز من أحد الطوابق العليا ببرج سكني بمنطقة الوكالة بمدينة دمنهور، ونشر عدد من أصدقاء "إبراهيم"، الطبيب المنتحر، على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان يعاني من اضطربات نفسية، منذ أكثر من عام، فكان يتواصل مع أصدقائه من الأطباء النفسيين، ليسأل عن كيف يحمي نفسه من الاكتئاب، وأخرى عن أسرع طريقة للتغلب على المرض النفسي.

وأشار أصدقاؤه إلى أنه كان يعاني من الاكتئاب، ووصل إلى آخر مرحلة يتم استخدامها في العلاج، وهي العلاج بالصدمات الكهربائية "ECT"، وفي مارس الماضي قال، "مدام أنا كدة كدة رايح لنفس المصير، مرحهوش بسرعة ليه"، إشارة إلى الموت، حسبما أوضح أصدقائه على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

"محدش كان يعرف سبب اكتئابه ولا هو نفسه، ولو عرفنا كنا عالجناه".. بتلك الكلمات روى الصيدلي محمد الليثي، صديق الطبيب المنتحر منذ أن كانا في المرحلة الإعدادية، قصة اكتئاب صديقه، الذي هاجمه منذ ما يقرب من عامين، وبدأ يتزايد تدريجيًا دون أن يعرف أحدهم أسباب ذلك الوحش القاتل المخيف الذي سكن روحه وأصبح يكبر تدريجيًا داخلها، وكان من المعروف عن الطبيب النفسي المنتحر أنه محبوبًا للغاية، في عمله بمستشفى دمنهور بين زملائه والعاملين معه، كما كانت حياته مع أسرته هادئة لا يشوبها المشاكل أو التوترات "علاقته بالناس كلها كانت كويسة جدا وكان محبوب بطريقة متتوصفش"، وهو ما يزيد اكتئابه غموضًا، وربما يكون السبب الذي جعل الأدوية المضادة للاكتئاب غير مجدية معه.

كثيرٌ من الشائعات تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، والتي تلت وفاة الطبيب الشاب مباشرة، ونفاها "محمد" صديق طفولته "إبراهيم مكانش خاطب زي ما بيتقال ومكانش عنده شقة بيجهزها ولا حاجة"، حيث كان يعيش مع أسرته في هدوء وسلام، ولا يمتلك "شقة" خاصةً به، مؤكدا أن الموت كان يجري على لسان الطبيب النفسي المنتحر دومًا خلال العامين الأخيرين "كان دايمًا بيتكلم عن الانتحار بس كلامه عنه زاد في الفترة الأخيرة أوي ومتخيلناش إنه ينفذ كلامه ده" حتى في لقاء "محمد" الأخير به منذ نحو الأسبوعين لم يظهر عليه أنه سينفذ حديثه عن الانتحار ومفارقة الحياة "حتى واحد صاحبنا قابله قبل انتحاره بيوم ومكانش فيه أي علامات جديدة عليه تقول إنه هينتحر".

وفي صفحة منسوبة للطبيب على "فيسبوك"، تشير المعلومات المتاحة إلى أن الشاب المنتحر طبيب نفسي ويعمل في المعهد الطبي القومي بدمنهور، وفي معلوماته الشخصية كتب، "أريدُ أن أُسَافرَ بينَ النُجومِ، وهذا البِائسُ جَسَدي يُعيقني"، وكان قد نشر صورة له وهو يلاعب كلبًا وعلق عليها، "إني ألعب مع حيوان وأخده على حجري أو جنبي لمدة ساعة ولا حاجة.. من أكتر الحاجات اللي بتريح قلبي وتحسن المود".

وفي تدوينة أخرى له قال، "ثم يأتيك ذلك النسيم الخفيف من الهواء المريح للروح أو تلك المتعة من سماع مقطع من أغنية ما أو أن تلمح هذا الوجه الجميل لتلك الفتاة.. فتتذكر، تتذكر لماذا مازلت على قيد الحياة لماذا لم تنه كل شيء حتى الآن".
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي لـ"الوطن"، عن سبب وصول الطبيب الشاب لهذه الحالة من النفسية، إنه في حالة المرض يتساوى الجميع، بل على العكس تكون الحالة أسوأ لدى الطبيب النفسي، لأنه يعلم تداعيات المرض النفسي أكثر من غيره، موضحا أنه يشعر بالعجز أمام هذه الحالة أكثر من الشخص العادي البعيد عن المجال النفسي.

وأوضح فرويز أن الطبيب الشاب في الفترة الأخيرة من المتوقع أنه يعاني من نوع من أنواع الاكتئاب يعرف بـ"الاكتئاب الدوري"، وأعراضه الشعور المبالغ فيه بالحزن والضيق دون حدوث أي مشكلات لهم، موضحا أن الأشخاص يصابون به بصفة مستمرة دون أي سبب واضح لهذه للإصابة.

وأضاف أن إصابته بالاكتئاب الدوري ربما تكون جاءت بسبب الوراثة الجينية، فهي تلعب دورا في زيادة نسبة الاكتئاب، موضحا أن هذه الجينات تلعب دورا محوريا في التأثير على النشاط العصبي والذهني للشخص الذي يورثها.

وأكد فرويز أنه عند إصابة الطبيب النفسي بمرض الاكتئاب، فإنه من الصعب أن يخرج من هذه الحالة بسهولة، فربما يخرج منها بنفسه أو يكون أحد ضحاياها.

ويعتبر انتحار الأطباء النفسيين حادث غير متكرر، ولكنه أمر موجود، فقد أقدم طبيب نفسي مغربي على الانتحار بمدينة الدار البيضاء، ويبلغ من العمر 38 عاما انتحر بعد أن ألقى بنفسه من الطابق 7 الذي تتواجد به عيادته النفسية في عمارة بحي "بوركون" بالدار البيضاء.

وفي عام 2016، انتحر طبيب نفسي في تونس، يبلغ من العمر 43 عاما، إذ ألقى نفسه من الطابق السابع لعمارة في منطقة أريانة، ومات قبل نقله للمستشفى، حسب موقع "الصباح نيوز" التونسي.

المصدر: elwatannews

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على "الاكتئاب الذي قتل معالجه".. القصة الكاملة لانتحار طبيب نفسي بالبحيرة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
21823

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام