خبير يضع الأهمية الاقتصادية لقمة نيقوسيا

أكد الدكتور وليد جاب الله ، الخبير الاقتصادي ، أن الدولة المصرية في الفترة الأخيرة تنتهج سياسة اقتصادية منفتحة على العالم حيث ظهر ذلك جليا في التفاعل المصري مع تكتل بريكس، ورابطة الأسيان، والكومسيا، والميركسور، مشيرا الي ان التحالف المصري اليوناني القبرصي له سمات خاصة باعتباره تحالفًا إقليميًا يُؤسس لتعاون استراتيجي بين الدول الثلاث .

وأوضح جاب الله في تصريحات خاصة ل"صدي البلد" أنه تم تدشين هذا التحالف بإعلان القاهرة الصادر في نوفمبر 2014 بعد القمة التي انعقدت بين رؤساء الدول الثلاث، والذي أسس للتعاون في مجالات التنمية والأمن والاستقرار والمكانة، حيث تُعد القمة الحالية هي الخامسة بين الزعماء الثلاثة منذ صدور إعلان القاهرة،مشيرا إلى أنه تم الإعداد لها جيدًا على مستوى وزراء خارجية البلدان الثلاثة والذي انعقد في نيويورك مؤخرًا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تحرص الدول الثلاثة على خلق إطار مؤسسي ينظم العلاقات بينها لمواجهة التحديات مشتركة.

كما اعتبر الخبير الاقتصادي الاكتشافات الضخمة من الغاز الطبيعي بمثابة الوقود الذي يحرك آلية التعاون بين الدول الثلاث بصورة تجعل تلك الاكتشافات حافز للتعاون وليس باعث للتوتر، ولذا فإن تلك القمة تسعى إلى إزالة العقبات البيروقراطية التي تعترض المشروعات المشتركة بينهما والتي تستهدف الاستفادة من الاحتياطات الضخمة من الغاز والموجودة في مصر وقبرص والتي يمكن أن تسهم في تلبية الاحتياجات الأوربية من الطاقة مستقبلًا مما يخلق قدر أكبر من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وبيًن جاب الله قائلا " تلك القمة تستهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي في كل المجالات، حيث يبلغ حجم الاستثمارات اليونانية في مصر نحو 3 مليار دولار موزعة على عدد 104 مشروع، بالإضافة إلى وجود نحو 140 شركة قبرصية تعمل في مصر، حيث تهتم الاستثمارات اليونانية والقبرصية بمجالات الصناعات الكيماوية، والنسيج، ومواد البناء، وصناعة الأغذية، إلا أن التعاون الأكبر المُنتظر بحثه ودعمه في هذه القمة يتمثل في قطاع السياحة حيث يرتبط المواطن اليوناني بارتباط تاريخي مع مصر،حيث وقعت كل من مصر واليونان وقبرص في نهاية أكتوبر 2014 مذكرة تفاهم مشتركة في المجال السياحي لازالت تحتاج لتفعيل، فضلًا عن تعاون مُنتظر في مجال النقل والملاحة سيما مع مشروع تنمية قناة السويس.

وشدد الخبير الإقتصادي علي ضرورة النظر إلى هذه القمة باعتبارها إحدى حلقات تعاون استراتيجي بين البلدان الثلاثة، متوقعا أن تُسفر عن المزيد من التقارب وتذليل العقبات التي تواجه التعاون بينهما والاستمرار في العمل على تنسيق المواقف ودعم الآلية المؤسسية التي تنظم التعاون والتحالف الاستراتيجي بينهما

ومن المقرر ان يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اليونان الكس تسييريس ورئيس قبرص نيكوس انستاسيادس في قمة ثلاثية بنيقوسيا يومي 20 و21 نوفبر الجاري

المصدر: elbalad