"الناس اللي مخزنة الدولارات" تتلقى رسالة من الرئيس.. خبراء: "14 مليارا" من جهات دولية تطيح بتجار العملة الخضراء
"بإذن الله الناس اللي مخزنة الدولار هتجري بكرة على البنوك تفكه".. رسالة قصيرة ومقتضبة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلى سلطة في الدولة المصرية، إلى كل من يدخر العملة الصعبة!
الجملة بقدر ما أسعدت من يريد الخير لوطنه وأعطته رمقا جديدا من الأمل، بقدر ما أزعجت تجار العملة ووحوش السوق السوداء ومدخري الدولارات، ويبقى السؤال، كيف سيتحقق كلام السيسي، وما الذي سيدفع المواطن الذي يمتلك دولارات إلى الإسراع إلى تغييرها من البنوك، هذا ما نسعى لمعرفته في السطور التالية...
وكان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وعد بإنهاء أزمة الدولار في أقرب وقت ممكن، وقال نصا:
كان ذلك خلال مشاركة الرئيس أمس، الاثنين، في فعاليات اليوم الثانى من المنتدى الأول للمحاكاة للدارسين بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة التابع لرئاسة الجمهورية .
قال الخبير المصرفي أحمد آدم، إن احتمالا وحيدا قد يحدث بالفعل ويتحقق به ما قاله رئيس الجمهورية عن تسارع كل من يمتلك "الدولارات" إلى البنوك ليبيعوها في أقرب فرصة وتصيب تجار العملة في مقتل، مؤكدا أن مليارات قرض صندوق النقد الدولي خارج المشهد تماما، وستكون وسيلة فقط للحصول على مساعدات أخرى من جهات أخرى.
وأوضح "آدم" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن الخطة ستتم من خلال خطوات، الأولى موافقة صندوق النقد الدولي على إقراض مصر بعد تعديل الحصة، وبناء عليه تحصل مصر على 9.7 مليار دولار، ومن الناحية العملية فلا فائدة من هذا القرض نتيجة صرفه على دفعات صغيرة يفصل بين الدفعة والأخرى حوالي 6 أشهر.
وأضاف: الخطوة الثانية أن مجرد الموافقة على الإقراض، تجعل مصر تتلقى مساعدات أخرى من جهات هامة على رأسها "صندوق التنمية الإفريقي"، والبنك الدولي، قد تصل إلى 14 مليار دولار، أي بزيادة 5 مليارات عن قرض صندوق النقد الدولي، مع العلم أنها ستكون بشروط تحددها الجهات المساعدة.
وتابع: حصول مصر على هذه المساعدات التي ستدخل مصر فور الموافقة على القرض ستمكنها من السيطرة إلى حد كبير على السوق السوداء.
وعن المقدار الزمني لتحقيق هذه الأمور أكد الخبير المصرفي أحمد آدم أنه يتوقف على الإسراع في الحصول على موافقة صندوق النقد الدولي على إقراض مصر.
وأشار إلى أن هذا هو التطور الوحيد الذي قد يحدث في الأيام المقبلة ليتحقق وعد الرئيس.
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة يمن الحماقي، خبيرة الاقتصاد، ضرورة إصدار قرارات سيادية خلال الأيام القليلة القادمة بعد الرسالة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس و قال فيها إن كل من يدخر الدولارات "هيجري على البنوك" لتغييرها في أقرب وقت، ولفتت أن هذه الرسالة جعلتنا ننتظر السيطرة على السوق السوداء في أسرع وقت ممكن، و "الساعة الواحدة" لها ثمن في مثل هذا الظرف.
وأضافت "الحماقي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن الرسائل النفسية لها بعد كبير في تسيير السياسة الاقتصادية، وتصريح الرئيس له أهمية معنوية كبرى ومن شأنه أن يشعر مدخري الدولار بالضرر القادم، كونه خرج من أعلى سلطة في البلاد.
وأوضحت أن إجراءات اقتصادية قد تحدث في الساعات القادمة لتحقق هذا الأمر، أهمها أن يوفر البنك المركزي من خلال الجهاز المصرفي احتياجات المصنعين من المواد الخام وتخفيف حدة الطلب على الدولار، يلي ذلك تعقب "الصيارفة" المتسببين في تعطيش السوق، وجذب تحويلات المصريين في الخارج إلى البنوك بعد أن أصبحت الصرافات الخارجية هي المتحكم الرئيسي فيها.
وتابعت: كذلك منح حوافز ومميزات للمصدرين لتشجيعهم على إيداع أموالهم داخل البنوك والقيام بحلقة الوصل بينهم وبين المستوردين من خلال الجهاز المصرفي، كذلك اتخاذ قرارات لجذب السياحة الأجنبية غير التقليدية وكذلك قرارات فعلية خاصة بتفعيل "الشباك الواحد" بقانون الاستثمار، وغيرها من الإجراءات فضلا على استقبال مساعدات الإمارات والسعودية والبنك الدولي، وأكدت أن كل ما سبق يمكن تحقيق وعد الرئيس في أقرب فرصة.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!