التليفزيون الإسرائيلي: رحيل بطرس غالي أبو السلام بين مصر وإسرائيل

قال ايهود يعري مراسل "القناة الثانية" بالتليفزيون الإسرائيلي أن بطرس بطرس غالي، هذا الرجل العظيم صاحب فكرة السلام بين إسرائيل ومصر، توفي الثلاثاء في القاهرة عن 94 عاماً.

وأضاف مراسل القناة أنه بعد وقت قصير من حرب يوم الغفران كتب – الذي كان غالي في ذلك الحين بروفيسور بعيد عن السياسة – مقالاً رائداً في مجلة السياسة الدولية بعنوان " "هل يمكن ان تتحول إسرائيل إلى هونج كونج بحلول عام 2000".

وفي مقاله اقترح على العالم العربي لأول مرة إقامة علاقات صداقة مع إسرائيل، وقبولها وعدم السعي لإبادتها. وأوضح أن ذلك يتم من خلال فرض حصار سلام عليها.

وحسب المراسل فقد لفت هذا المقال انتباه الرئيس السادات فاستقى منه منطق مبادرته للسلام في عام 1977 وعين غالي وزيراً للشئون الخارجية عشية زيارته لإسرائيل. وتابعت القناة أن غالي - الذي كان متزوجاً من ليئة وهي يهودية من فرنسا اعتنقت المسيحية من أجله وصارت قبطية مثله – لم يكن يحب إسرائيل.

ومضى المراسل يقول إنه كان بمثابة كسينجر مصر من حيث كونه: استراتيجي وذكي ومرن، رافق العلاقات مع إسرائيل على مر السنين، بما في ذلك عندما شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

ولايمكن تطور أن نتصور كيف كان سيولد السلام مع مصر ويستقر لاحقاً بدون المساهمة الفكرية والدبلوماسية لهذا الرجل.
وخلال عشرات المقابلات التي أجريت معه على مدى أربعة عقود، حرص غالي على التأكيد على قدسية معاهدة السلام، على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها.

واختتم المراسل بأن غالي كان مليئاً بالانتقادات لإسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، ولكنه أدرك تماماً المعضلات. ولم تكن لديه أوهام بشأن العالم العربي، وكان يزدري بشدة السذاجة الأمريكية. ولم يغريه أن يعلق أملاً ولو للحظة واحدة على "الربيع العربي". فبطرس بطرس غالي يستحق أن نحترم ذكراه.

المصدر: el-balad