آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق الذكريات والحاضر: السيسى ليس عبدالناصر ولا يشتركان إلا فى محبة الناس «2-٢»

صورة الخبر: لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق الذكريات والحاضر: السيسى ليس عبدالناصر ولا يشتركان إلا فى محبة الناس «2-٢»
لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق الذكريات والحاضر: السيسى ليس عبدالناصر ولا يشتركان إلا فى محبة الناس «2-٢»

فى الجزء الأول من هذا الحوار استحضرنا مع الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز جزءا كبيرا من شريط ذكرياتها مع التمثيل والإذاعة ونجوم الفن وأيام التلمذة والحب الأول وكواليس أعمالها، ويتضمن هذا الجزء من الحوار قضايا الفن وتحريمه والسياسة وهموم الحاضر، ومفهوم «أنا حرة» وكيف تنظر له الفتاة المصرية، وأفلام العنف والمخدرات والجنس، وتكريم جمال عبدالناصر لها، وطرق زوار الفجر باب منزلها، وأسباب هجرتها وزوجها إلى أمريكا، ومزيدا من التفاصيل.

انطلاقا من فكرة «أنا حرة ».. ما رأيك فى فهم المرأة المصرية للحرية.. وهل تمارسه بشكله الصحيح أم تزايد عليه بالتمرد على الرجل وتتمرد على المجتمع تحت شعار «أنا حرة» الذى فتح باب التجاوز؟

ـ هو مافتحوش قوى.. هو فتحه شوية، والفن وسيلة سريعة للتأثير على الناس، ولذا فهو أخطر وأسرع وسيلة للتأثير فى المجتمع بالسلب أو بالإيجاب، وسأكون صريحة معك، وأقول إن كثيرات لا يفهمن ولا يطبقن مفهوم الحرية بمعناه الصحيح، فالحرية لا تعنى الانحلال أو التزيد، فأفعل تحت هذا الشعار كل ما أريد حتى لو كان غير أخلاقى، فالحرية تعنى أننى أتخذ قرارات تناسب طموحى فى الحياة عبر نظرة مستقبلية، والمرأة هى الأدرى بما تريده فى الحياة، وللأسف أرى الكثير من النفاق الأخلاقى والدينى والمجتمعى؛ فالصورة التى يفرضها ويريدها المجتمع للبنت، شكلية لا ضميرية أو جوهرية؛ فصارت تعلن رفضها الأعراف الشكلية؛ فيما جوهر سلوكها أو أخلاقها فى كثيرمن الحالات قد لا يتفق مع الظاهر الذى يبدو متينا، وكأن البنت ترضى المجتمع وليس الدين، ما يشكل تناقضا، فنراها أخذت أشياء من المظهر والسلوك الغربى المتحرر للنهاية، الذى يبيح الحرية الأخلاقية على اتساعها، ما يمثل تناقضا وتضاربا، فتجمع بين ما تريده وتتشبه به، على ألا تخرج عما يريده المجتمع المعنى بالشكل فتعطيه بالشكل والمظهر، وقديما كانت الفتيات يرتدين المينى جيب والمايوهات ولم يتحرش بهن أحد، والآن هناك تحرش رغم أن هناك حجابا ونقابا، فالإنسان هو الرقيب الأول والأخير على نفسه وسلوكه وأخلاقه.

■ فى فيلم «إضراب الشحاتين» بدا لنا وكأن لديك مهارات استعراضية سابقة؟

ـ تعرف أن صافيناز كاظم كلمتنى مرة وقالت لى بالحرف الواحد: «يا بنت الإيه عملت الدور ده إزاى.. الفيلم دا بيتكلم عن حالتنا اليوم»، أما الاستعراض فقد تعلمت فى مدارس التمثيل، أن على الممثل إتقان كل ماله علاقة بالأداء التمثيلى، ولم أكن أتقن الاستعراض وتعلمه حتى أصل إلى درجة الاحتراف، وكل دور جديد كان يمثل تحديا لى فضلا عن حرصى على تحقيق التنوع فى أدوارى بما يحقق التراكم، وحتى لا تتجمد «عضلة التمثيل لابد لها من التنوع، ولذا يمكن ترجمة مسيرتى ورصدها من خلال مجموعة أدوار».

■ لكن بعد عودتك من أمريكا أديت دورا فى مسلسل «الوسادة لا تزال خالية»؟

ـ صفوت الشريف وزير الإعلام فى ذلك الوقت هو من أصر على أدائى هذا الدور «وخدنى من الدار للنار»، وكان المسلسل جاهزا نصا وإعدادا.
■ أنجزت مسلسل عمارة يعقوبيان.. ما ملابسات مشاركتك فى العمل؟

ـ لم أشاهد الفيلم، حتى لا أتأثر به، والأمر كله صدفة، ولم أكن أنوى العمل به، وكان هناك مخرج جلس على مقعدك هذا وإلى جواره خالد يوسف، وترك لى سيناريو أحد الأعمال، وبعد يومين اتصل بى وقال لى «أنا ماسمعتش ردك على الفيلم؟»، وأثناء جلوسه معى وردت سيرة فنانة، فإذا به يهاجمها فقلت إذا تعاونت معه سوف يأتى يوما ويهاجمنى، ولم يكن لدى نية للعمل، وكان هذا قبل وفاة المخرج الكبير يوسف شاهين بثلاث أو أربع سنوات، وألح علىّ المخرج هانى لاشين للمشاركة معه فى عمل فنى مأخوذ عن رواية «السائرون نياما» لسعد كامل، واعتذرت عن الدور، وكنت بين وقت وآخر أقترح عليه فنانة أخرى، فكان يقول لى لا أرى غيرك فى هذا الدور، وأخذت معى السيناريو فى إحدى سفرياتى إلى أمريكا واستجبت للدور وحين ذهبت إلى مكتبه فى التليفزيون احتفلوا بمشاركتى ووقعت العقد؛ ثم خرج على المعاش، واتصلت بى راوية بياض، وجاءوا يأخذون مقاساتى لتصميم الملابس؛ ثم أحاط الصمت التام بالمشروع، وأسندوا العمل إلى المخرج محمد فاضل وحدث لغط وصخب كثير دون معلومات نهائية وتصريحات نهائية؛ ثم فوجئت بصحفيين يسألوننى عن سبب اعتذارى، فى حين أننى لم أعتذر فقالوا إن راوية بياض قالت إنك اعتذرت وكونى أبدو كاذبة هذا شىء مؤلم وصعب وقلت للصحفيين «لم أعتذر» ووقعت العقد وانتظرت إشارة البدء وعادت راوية بياض تكذبنى وتزعم اعتذارى، ثم قالت: «على العموم ليس هناك عقد يربطنا بالفنانة لبنى عبد العزيز»، وكان هناك لقاء بينى وصلاح السعدنى فى إحدى الحفلات فقال لى: «أنا مستنيكى»، وكان من المقرر مشاركته فى عمارة يعقوبيان.. فقلت له: «بعد كل اللى شوفته من كذب وتكذيب.. وسمير فريد يكتب لا تزعلى يا لبنى»، والحمد لله حظيت بتأييد واحترام صحفى، وقدرونى حق تقدير»، وقال لى أشرف زكى لازم تشتغلى؛ خاصة بعد زوبعة «السائرون نياما»، وكان لى تعليقات.. وفوجئت بتخوفات من قبل كثيرين: «هتعملى فيديو؟»، وفى النهاية أنا أؤدى رسالتى ولا يشغلنى ما إذا كان مسرحا أو سينما أو كاميرا، المهم كل تركيزى كان منصبا على دورى، والحمد لله «قفشت الدور»، وكان الدافع الثانى لقبولى المشاركة فى هذا العمل، أن الرواية معروفة جدا وتمت ترجمتها لكثير من اللغات، وكان عندى أمل أن تمثل الرواية (الرينيسانس) الجديد للأدب المصرى، لأننا فقدنا الجيل الذهبى من الروائيين، الذين مثلت أعمالهم إغواء للسينمائيين؛ مثل توفيق الحكيم وطه حسين ويوسف إدريس ومحمود عبدالحليم عبدالله وإحسان عبدالقدوس وغيرهم، ولم يبق سوى رموز أدبية قليلة؛ مثل الغيطانى وبهاء طاهر وصنع الله إبراهيم وإبراهيم عبدالمجيد ولا تسعفنى الذاكرة لاستحضار أسماء أخرى.

■ ما طبيعة العمل الذى توافقين عليه الآن حال عرضه عليك؟

ـ أى عمل ممكن أن يصحح صورة الإسلام من المأزق الذى يواجهه، بشأن وصمه بأنه دين الإرهاب.

■ من الذين أساءوا للإسلام؟

ـ تيارات الإسلام السياسى، من الإخوان إلى القاعدة وداعش وكل صاحب فكر متطرف ينأى عن الإسلام الوسطى المعتدل المتسامح، الذى يؤمن بالحوار والجدل بالتى هى أحسن، ولذا على الدول الإسلامية خلق ماكينة دعاية ضخمة متطورة ومؤثرة لتبرز الصورة الصحيحة للإسلام، التى هى بمنأى عن قتل الأبرياء والعنف والإرهاب والتدمير، لأن الغرب لا يفرق بين الخارجين عن صحيح الدين، والدين الحنيف والوسطى المعتدل القادر على إقامة حوار متحضر ومعاصر مع الآخر مهما يكن هذا الآخر، فلابد من دور يصحح هذه الرؤية المغلوطة لدى الغرب، حتى لا يتخذها ذريعة لمهاجمة الإسلام «عمال على بطال»، ويبرر كل أفعاله ضد الدول الإسلامية، وأنا على استعداد لقبول أى دور مهما صغرت مساحته، شريطة أن يكون مكتوبا جيدا فى عمل جيد يسعى لتصحيح صورة الإسلام والدفاع عنه أعنى عملا على شاكلة «وا إسلاماه» أو «الناصر صلاح الدين».

■ بالمناسبة.. الذى استنهض المقاتلين فى معركة عين جالوت هو (قطز) وليس «جهاد».. كما أشعر وكأنك فى هذا المشهد استحضرت روح المجاهدة الفرنسية «جان دارك»؟

ـ أن يكون قطز هو الذى قالها وليست جهاد، فإن ذلك كان «لزوم الحبكة الدرامية» فى تفصيلة صغيرة تمثل مساحة إبداع فنى للمؤلف والمخرج ولا تمثل انحرافا عن الثوابت التاريخية الرئيسية.. وعن استحضارى لروح جان دارك وإعجابى بها وسيرتها؛ فهى رغم ضعفها وصغر سنها ورقتها، لكنها كانت قائدة قديرة ومخلصة لوطنها.

■ ما طبيعة الدور الذى تتمنين أن تقدمه الدول الإسلامية فى هذا الاتجاه؟

ـ أن يقدموا أفلاما محققة تاريخيا، وتقدم صورة صحيحة ومعاصرة للإسلام الوسطى الذى يقر مبدأ «وجادلهم بالتى هى أحسن » و«لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» وأن الإسلام دين تسامح ويعلى من شأن العقل وليس مجرد النقل وأنه يؤمن بتجاور العقائد الأخرى، وتفصيلا أقول إن السعودية والإمارات ومصر بخبرتها الفنية وتاريخها الفنى الطويل وكوادرها الخبيرة لماذا لا تتعاون فى خدمة الإسلام مع دول أخرى إذا أرادت، وإنتاج أعمال فنية ذات تقنية معاصرة وتكلفة عالية، ويمكن الاستعانة بخبرات وكوادر «هوليوود»، لإنجاز مثل هذه الأفلام، كما فعل مصطفى العقاد، للرد على الافتراءات التى لحقت بالإسلام.. لم التقاعس، وما الذى يمنعنا؟

■ هل تعتقدين أن الإخوان حينما وصلوا إلى الحكم لم تدر بذهنهم هذه الفكرة.. أم أنهم لم يكونوا مشغولين بها؟

ـ الأمر لا يقف عند أن هذه الفكرة لم تراودهم، لأنهم سارعوا برفع رايات التحريم، تحريم الفن، وتأمل ذلك المسؤول الذى قال: «لن نمس الأصنام فى الأقصر».. تخيل يصفون التماثيل بالأصنام.. تصور أننى توقعت أن الإخوان حين تولوا الحكم توقعت حرصهم على تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب من خلال أعمال فنية، وخاب ظنى عندما رأيت قوائم التحريم الطويلة والإجراءات التى بدأوا اتخاذها.. فأتت الرياح بما لا تشتهى (لبنى)، وهاجموا التماثيل وعادل إمام، وقلت الحمد لله أننى لم أقدم دور إغراء واحداً، إلا أنهم قرروا مصادرة العديد من الأعمال الفنية بأثر رجعى، وكان فيلم «أنا حرة» على قائمة الاستهداف، لأنهم لا يؤمنون بحرية المرأة.

■ ما رأيك فى موجة سينما العرى والعنف والخيانة والمخدرات فى غياب مؤسسة السينما.. بينما سادت سينما الجزارين..وبعض هذه الأفلام مسروقة وممسوخة من أفلام أجنبية على نحو يغازل الغرائز؟

ـ بالمناسبة الفيلم المأخوذ عن الفيلم الإيطالى لم يقدم رؤية مصرية مثلما قدم الفيلم الإيطالى، التى مثلت بطلته مرادفا فنيا ورمزيا لإيطاليا حين كانت تمر بمرحلة ترد إثر الحرب، أما نحن فلم نقدم معادلا مصريا للفكرة، واهتموا بالجانب الغرائزى، ومن جانبى لا أمانع فى اقتباس فكرة فيلم أجنبى، ضمن صياغة مصرية لعرض قضية مصرية وبروح مصرية، وإذا ما اقتبسنا أفكارا من أعمال أجنبية فعلينا أن نحافظ على هويتنا وتقاليدنا وأعرافنا ونوعية قضايانا الإنسانية.

■ وماذا عن موجة أعمال العنف والمخدرات التى انتقلت من السينما إلى الدراما.. هل من أمل فى تجاوز هذه الموجة؟

ـ أنا غاضبة من القائمين على صناعة السينما، ليس فقط لأنهم عادوا بالسينما إلى الوراء وأسسوا محطة لتراجعها الصارخ وأصابوها بالتردى وإنما لأنهم أساءوا لتاريخ السينما المصرية المشرفة، حين كان الفيلم المصرى مطلوبا فى كل أنحاء العالم، وكان ينافس الفيلم الهندى فى شعبيته، وكان حاضرا فى كل المهرجانات الدولية والعربية وكثيرا ما خاض منافسات وحين تتأمل فقرات برنامج أى مهرجان دولى أو عربى سوف تصاب بالإحباط الشديد، خاصة حينما تجد أفلاما عربية وإسرائيلية وتركية وإيرانية تخوض المنافسات بقوة.

وتقريبا حضرت نحو 11 مهرجانا سينمائيا دوليا وكان يوفدنى حينها وزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة حتى وإن لم يكن لى أفلام مشاركة فيها، لأن سمعة السينما والأفلام المصرية كانت ممتازة وكان لنا حضور كبير.

■ ما رأيك فى أزمة الفيلم الإيرانى عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟

ـ فى تصورى أنه بمرور الوقت سيطرأ تغيير على الذهنية التحريمية، لكننى لم أتابع الأزمة عن قرب ولا أعرف سبب التحريم، بينما صناع الفيلم مسلمون، شيعة، وتعجبنى دعوة الرئيس السيسى الذى قال من خلالها: « جددوا.. وغيروا وتغيروا حتى نواكب القرن الواحد والعشرين»، فلا يصح أن نقف مكاننا بعد 1400 سنة من الإسلام، ولابد أن نجدد رؤانا وأفكارنا بما يتواكب وما يطرأ من مستجدات، لكننى أقول إن داعش والإخوان وما شابه ذلك يحرمون وكأنهم وكلاء الله فى الأرض، وحين تعلو سلطة المؤسسة الدينية على سلطة الإبداع والمعرفة والعقل فهذا علامة ثبات إن لم تكن علاقة تراجع والإسلام نفسه أعلى من شأن العقل وما يحدث الآن شبيه بما كان يحدث فى العصور الوسطى فى أوروبا حين طغت سلطة الكنيسة على سلطة العلم والإبداع وأحيانا الدولة، حتى إن قادة الحملات الصليبية كانوا يحصلون بالأمر على الصكوك الكنسية لتبرير ومباركة غزواتهم لأرض الغير، وفى هذا العصر الكنسى حوكم المفكرون على أفكارهم وبعضهم مع كتبه، وباسم الدين منذ فجر التاريخ كم من الجرائم ارتكبت بحق الإنسانية، وقد رفع مرتكبوها شعار الدين، بينما الدين براء من هذا ونحن الآن نجتاز هذه المرحلة ويتعين علينا التعلم من تجارب الماضى.

أما الدين الإسلامى فهو دين فطرة ومغفرة ورحمة وتسامح وحوار وتجاور وتراحم وعلم وعقل ووسطية ويجمع بين الدين والدنيا تحت شعار «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، وأنا لست فقيهة إسلامية ولكن ما أعرفه فى حدود ثقافتى الدينية أن مواضع كثيرة فى القرآن أعلت من شأن العقل وليس النقل مثل «أفلا يتفكرون وأفلا يعقلون»، وعلينا إعمال العقل لتحقيق التجديد فى الفكر الإسلامى فى صيغة وسطية تربط بين الدين وشؤون الدنيا، دون إخلال بثوابت الدين وعلى الإسلاميين فى كل مكان بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة وألا يكون الداعية فظا غليظ القلب وإلا انحرف عن منهج الدعوة المؤثر والصحيح وأنا فى النهاية فى خندق الفن الراقى والسينما، إن لم تحقق إضافة جديدة للإسلام أو تتناول سيرة النبى عليه السلام من منظور وزاوية مختلفة فما الجديد فى الأمر، وما الجديد الذى يضيفه وهناك عشرات الأفلام منذ بداية السينما تناولت سيرة السيد المسيح من خلال ممثلين جسدوا شخصيته ولم يثر أحد على أى من هذه الأفلام سوى الذى ينحرف منها عن ثوابت الدين المسيحى وما يتعارض مع سيرة وشخص المسيح أما الأفلام التى تريد تجسيد صورة الرسول فلا أستطيع أن أفتى إذا ما كانت محرمة أم لا، فهذا يعود لأهل الاختصاص هل هذا حرام وفق الشريعة الإسلامية أم لا.. وهل هناك تحريم واضح ورد فى القرآن أو الأحاديث النبوية الصحيحة أم صدرت به فتوى إسلامية مستندة للأثر والسنة مع القياس الفقهى، خاصة أن الأزهر وافق منذ سبعين عاما على تجسيد الفنان الكبير أحمد علام لشخصية المسيح فى فيلم مصرى.

■ مع من كنت تفضلين العمل، عمر الشريف أم أحمد مظهر أم رشدى أباظة؟

ـ مع رشدى أباظة.

■ لماذا؟

ـ كده هو أنا يعنى هاختلف عن غيرى من اللى اشتغلوا معاه؟.. أما عمر الشريف فهو أيقونة سينمائية عالمية، وكان قِبلة إعجاب الفتيات بل النجمات، بمن فيهن النجمات العالميات، وأذكر أننى فى أحد المهرجانات الدولية كنت أنا وعمر الشريف فى نفس الفندق وكنت جالسة فى اللوبى، فإذا بالفنانة العالمية جين فوندا تدخل مسرعة وهى تصيح « فين عمر الشريف ماليش دعوة أنا عايزة أقابل عمر الشريف»، ووجدتنى أنفجر فى الضحك وكأنها فتاة مراهقة تريد مقابلة نجم عالمى وكأنها ليست نجمة عالمية، أما أحمد مظهر فكان فارسا فى كل شىء فى «وا إسلاماه» وفى «الناصر صلاح الدين» وفى «غرام الأسياد» وفى سلوكه ومظهره وتعامله مع الناس وفى ملبسه وفى أسلوب حياته.

■ نريد التوقف عند واقعة زوار الفجر حين داهموا منزلك واصطحبوا زوجك الدكتور إسماعيل.. ما ملابساتها وتفاصيلها وهل كانت هذه الواقعة وراء قراركما الهجرة من مصر؟

ـ هم جاءوا فى وقت متأخر فى الليل واصطحبوه معهم فى سيارتهم ثم عاد فى نفس اليوم وظل وهو هناك يسألهم: «ممكن أعرف أنا هنا ليه؟» ولم يجبه أحد وكان والدى يتابع الأمر مع المسؤولين فلما عاد قال بحسم أنا لن أبقى فى مصر بعد الآن وسوف نسافر إلى أمريكا، وكنت آنذاك مرتبطة بتوقيع عقود ثلاثة أفلام مع سعد الدين وهبة.

■ حدث هذا رغم أن عبد الناصر منحك وسام النيل لدورك الإذاعى والإعلامى بعد النكسة؟

ـ ليس هذا فحسب، لكننى أذكر أننى قدمت لجمال عبدالناصر فى الجامعة الأمريكية مرتين، كما كلف أحد رجاله بالتحدث فى التليفزيون، وأنجزت برنامج «الغرفة المضيئة» من إعداد الكاتب الصحفى الكبير مفيد فوزى، وأنجزت فيه عددا من الحلقات قبل السفر وحين سافرت مع الدكتور إسماعيل إلى أمريكا كان بنية توصيله وترتيب الأمور هناك والعودة فى وقت آخر لأنجز ما كلفت به من ارتباطات فنية وإعلامية، ومن الحق أن أقول إنه قبل واقعة «زوار الفجر» فإن فكرة السفر إلى أمريكا كانت تلح على الدكتور إسماعيل لاستكمال أبحاثه ودراساته العلمية وجعلته هذه الواقعة يحسم موضوع السفر.

■ أعتقد أنك حصلت على الوسام من عبدالناصر تقديرا لدورك الإعلامى بعد النكسة من خلال برنامج يفضح الفظائع والجرائم الإنسانية لإسرائيل وكان هذا فى عهد وزارة عبد القادر حاتم؟

ـ كيف عرفت هذا الأمر، كنت أتولى الإعداد فقط ولم أكن أقدم البرنامج، وبالفعل الذى كان وراء هذه الفكرة هو عبدالقادر حاتم ولم أصرح بهذا الأمر لأى محطة إعلامية من قبل، وأذكر أننى استغرقت فى أبحاث كثيرة ومتعمقة عن الصهيونية وتاريخها وفكرتها وفلسفتها وممارساتها منذ أول مؤتمر صهيونى لتأسيس إسرائيل وتاريخ هذه الدولة العبرية وصولا لعصرها الراهن بحثا وتحليلا وكان البرنامج اسمه «هل تعلم؟».. وأذكر أن أحد مؤسسى صوت العرب ترجمه إلى لغات منها الإنجليزية والفرنسية والعبرية، كى يقدمه الإذاعيون على الهواء «وأنا باحب النخورة فى شغلى..وعلى فكرة واضح إنك بتحب النخورة زى حالاتى».

■ نعود لقصة زوار الفجر وهناك رواية لاعتماد خورشيد تقول إن عددا من النجمات هربن من صلاح نصر ومنهن فاتن حمامة.. فهل كان سفرك لهذا السبب؟

ـ ليس صحيحا على الإطلاق.

■ ما طبيعة علاقتك باعتماد خورشيد؟

ـ اتفقت معى على إنتاج فيلم «غرام الأسياد» وقبل التصوير ذهبت إلى بيتها فى جلسة مع أحمد خورشيد، مصور الفيلم، وكان معى زوجى رمسيس نجيب، وأذكر أنها استدعت رجلا يقرأ الطالع، وقلت له إننى ولدت يوم جمعة وقت الأذان على ضوء ما عرفت من جدتى ووالدتى فإذا به يقول هذا لم يحدث ولم تولدى فى هذا اليوم من الأسبوع ولا فى هذا الوقت وحين عدت حكيت لأمى ما قاله فكان ردها مضحكا جدا حيث قالت: «ليه هو كان موجود معانا ساعة ما اتولدتى» وأنا شخصيا كنت معجبة جدا بأحمد خورشيد كـ«مصور مبدع وقدير».

■ وماذا عن حكاية صلاح نصر؟

ـ قول لى إنت أحلف بإيه وعلى إيه عشان تصدق إنى لم أعرف تفاصيل حكاية صلاح نصر دى أو استدراج الفنانات وابتزازهن.. وأقول لك إن علاقتى باعتماد خورشيد انتهت بعد شراء زوجى رمسيس نجيب عقد فيلم «غرام الأسياد» وإزاى تصدق إنه رغم عملى فى السينما إلا أننى كنت أعيش فى قمقم كما أن احتجاز زوجى فى جهة أمنية قرار صدر على خلفية وشاية مغلوطة للأجهزة الأمنية، التى اكتشفت عدم صحتها، وهاجم النظام الحاكم فى إحدى الجلسات، وهذه هى كل القصة.

■ كنت تحبين جمال عبدالناصر؟

ـ ومازلت أحبه حتى لو كانت له أخطاء.

■ هل ترين أوجه شبه بين السيسى وعبدالناصر وأن السيسى يسير على نهج ناصر ويتمتع بنفس وطنيته؟

ـ هناك فارق كبير بينهما فيما عدا اشتراكهما فى محبة الناس لهما والسيسى جاد جدا وأراه أحسن رئيس دولة فى العالم، وقد أقارنه بميركل وهولاند وأوباما وبوتين بل إننى أراه أفضل من كل هؤلاء لأنه صريح ومتدين ووطنى ومخلص و«بيتكلم من قلبه وقلبه على مصر..أنا شايفة دا كله وشايفاه راجل دوغرى وخطه السياسى ثابت لا يتلون مثل أوباما وميركل» وهذه وجهة نظرى.

■ كتبت مقالات عن السيسى بالإنجليزية فى الأهرام ويكلى وهاجمتك إصدارات أمريكية.. لماذا؟

ـ نعم كان هذا ما بين 30 يونيو حتى مجيئه رئيسا، وفوجئت بهجوم «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، وعرفت أن مقالاتى أحدثت تأثيرها فيمن لا يرجون لمصر خيرا وبلغ الهجوم تطرفه بقولهم: «لقد عادت النازية من جديد»، حين يمتدح أحد رئيسه على هذا النحو.

المصدر: المصرى اليوم

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق الذكريات والحاضر: السيسى ليس عبدالناصر ولا يشتركان إلا فى محبة الناس «2-٢»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
69949

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام