آخر الأخباراخبار مصر › الصفقات السرية لـ"السيسي" في افتتاح القناة الجديدة

صورة الخبر: الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

مصر تفاوض فرنسا للحصول على حاملة الطائرات «ميسترال» لتشكيل أسطول حربى قوى
صفقة عسكرية مع بريطانيا.. وترويض «البشير».. وتأكيد المصير المشترك بين القاهرة وأديس أبابا بعرض فصل الانتصار من «أوبرا عايدة»

بالدقيقة والثانية.. بالإشارة واللمحة.. لم يكن ممكنًا اختزال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة فى أجوائها الاحتفالية فقط.. الافتتاح كان مجرد غطاء شفاف للعديد من الرسائل المشفرة والمبطنة التى لا تخطئها عين مراقب أو رؤية محلل.. فى الداخل قبل الخارج وللصديق قبل العدو!
بعيدًا عن جدلية الأرقام والإحصاءات والخلاف والاختلاف حول دقتها فإن السيسى نجح فى تعظيم القيمة الجيوستراتيجية لقناة السويس ومحورها.. فإذا رضيت مصر يرضى العالم وإذا غضبت مصر أوجعت العالم، وهذا هو الهدف الأسمى والأغلى والأهم لهذا المشروع الذى لايقدر بثمن.
بزى التشريفة العسكرية على ظهر المحروسة، وتحت غطاء جوى لافت وقطع بحرية تحيطه، وفى تمام الثانية ظهرًا عبرت المحروسة فى القناة الجديدة التى أنشئت فوق أطلال خط بارليف.. قدم السيسى التحية لتاريخه العسكرى.. جاء به من خلف ظهره ليضعه أمامه مجددًا.. رسالة واضحة لا تحمل لبسًا أن الجيش المصرى هو عصب هذه الدولة ومستقبلها والمحافظ على استقلالها واستقرارها، وأن مصر تؤسس شرعيتها ومشروعيتها الجديدة وأن ما جرى فى ٦٧ وفى ٢٥ يناير غير قابل للتكرار مجددًا.
حتى وإن ظهرت الرافال فى سماء العرض لثوانٍ فوق الشريان الملاحى الجديد، قبل أن تتفرع الطائرات الثلاث فوق رءوس الأشهاد كل منها فى اتجاه لتقول علانية إن اليد الطولى المصرية طالت بما ينبغى أن يحمى أمنها القومى والإقليمى.
هذا التغيير والتبديل بين البزة العسكرية والبدلة المدنية تجعل السيسى دائما جاهزًا لأى مهمة تحتاج استدعاء ماضيه خصوصًا مع اشتعال المنطقة والحدود الملتهبة شرقًا وغربًا، حتى إنه كانت فرصة الافتتاح وسط هذا التواجد الدولى للإعلان عن هزيمة جماعة الإخوان الإرهابية، وكذا محور الشر القطرى – التركى ومن استخدمهما للإيقاع بمصر وإفشالها وإفشال مشروع قناة السويس الجديدة بكل السبل والطرق والتشكيك فى إنجازه فى وقته ومن ثم التشكيك فى جدواه!
للعسكرية هيبتها، وللاستعراض قوته فلم تكن مصر أبدا دولة معتدية، لكنها نار الله الموقدة لمن يحاول المساس بها فظهرت «مصر - السيسى» دولة عظمى فى إقليمها ومحورية فى عالمها.
خارجيا
لا ينفصل الدبلوماسى والسياسى عن العسكرى.. على يمين عريس الحفل جلس الرئيس الفرنسى «أولاند» بعد أن نجحت مصر أولًا فى خلخلة الموقف الأوروبى عبر العاصمة الباريسية.. بعد ٣٠ يونيو كان يستعد الاتحاد الأوروبى لإصدار بيان متشدد يدين الدولة المصرية ويوقعها تحت مقصلة العقوبات برعاية فرنسية ألمانية بريطانية لولا تحركات الراحل «سعود الفيصل» الذى ألغى حفل زفاف ابنته وطار إلى عاصمة النور وقتها، والتقى «أولاند» ليجمد الموقف الأوروبى، ويجهض مشروع البيان، ومهد الطريق لعلاقات مختلفة بين القاهرة وباريس.. استطاع السيسى أن يبنى عليها كثيرًا وكانت قمتها فى إتمام صفقة «الرافال» والفرقاطة «فريم» التى قدمت مصر خدمة تاريخية بإعادة تقديمهما فى المحفل الدولى والترويج للسلاح الفرنسى وتقديم فرنسا كلاعب جديد ومؤثر فى سوق السلاح الدولى.

حيث تتجه بوصلة التسليح المصرية يتحرك الشرق الأوسط كله معها وهو ما فطنت إليه فرنسا وأتمت تلك الصفقات بتسهيلات ومدت جسور الصداقة وأصبحت سندًا أوروبيًا للقاهرة ضد أى تحرك دولى أو إقليمى يعاديها.. فكان حفل الافتتاح فرصة أن يفاتح السيسى نظيره الفرنسى عن اهتمام مصر فى الحصول على حاملة الطائرات «ميسترال» من أجل إنشاء أسطول بحرى قوى، ويمكنها أن تكون قوة إقليمية فى البحرين الأحمر والمتوسط.

من باريس إلى لندن التى أرسلت وزير دفاعها ليكون على رأس الوفد البريطانى مع اقتراب إتمام صفقة عسكرية مع مصر تعبد العلاقات بين البلدين وتقرب المسافات قبل زيارة السيسى للقاء كاميرون.. كانت وما زالت بريطانيا الدولة المحركة والمؤثرة أوروبيا ودوليًا والأكثر تنسيقًا مع الولايات المتحدة فى إعادة وترتيب صياغة المجتمع الدولى والداعم الأكبر للتنظيم الإخوانى الإرهابى والمحتضنة لكثير من أطياف التيارات الإسلامية الإرهابية.

العلاقات والصفقات العسكرية كلمة السر والمصلحة العليا التى تحدد مسار السياسات بين البلاد وهو ما يعيه السيسى ويستخدمه بمهارة.. فكان حضور الوزير البريطانى ليتكلم مع نظرائه من العسكريين المصريين وعلى رأسهم السيسى للتفاهم والترتيبات للزيارة المرتقبة والأولى لرئيس مصرى منذ سنوات طويلة لعاصمة الضباب.
احتواء البشير
استقرت الرؤية المصرية فى سياستها الخارجية عن البحث و السعى فى مساحات التفاهم أكثر من الجرى فى طرق الاختلافات والخلافات.. فليس خافيًا موقف البشير والنظام السودانى المناهض لثورة ٣٠ يونيو والداعم لحكم المعزول مرسى الذى كانت تجمعه معه أرضية أيديولوجية.. إلا أن التحول الدراماتيكى الذى استطاع السيسى أن يحدثه فى الموقف السودانى - وينشر للمرة الأولى هنا- بعد أن صدرت مذكرة اعتقال من إحدى محاكم جنوب إفريقيا للرئيس السودانى بناء على قرار المحكمة الجنائية الدولية أثناء مشاركة البشير فى قمة الاتحاد الإفريقى هناك، فكانت أوامر الرئيس السيسى للوفد الأمنى والسياسى الموجود فى القمة برئاسة رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب بتجهيز طائرة مصر للطيران التى أقلت الوفد المصرى لتكون جاهزة لنقل وإجلاء البشير فى حالة محاولة تنفيذ قرار المحكمة الجنوب إفريقية مهما كان الثمن والعقبات وأبلغت مصر الجميع أنها لن تسمح باعتقال رئيس دولة شقيقة مهما كان الأمر، وتم إبلاغ البشير بذلك حتى انتهت أزمته وعاد إلى بلاده مرسلًا خطاب شكر للدولة المصرية ورئيسها لتبدأ علاقة جديدة بين البلدين، وكان تنسيقها الأهم فى التفاهم المشترك فيما يخص سد النهضة مما أعاد الكثير من التوازن للمفاوضات الخاصة بالسد.
كان البشير على يسار السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى على يمينه وأمامهما يعرض الفصل الأخير من أوبرا عايدة - فصل الانتصار- للأميرة الإثيوبية «عايدة» التى وقع فى غرامها القائد المصرى العسكرى المنتصر فى إشارة لا تخلو من دلالة ذات مغزى أن مصر لن تترك حظوظ غرامها فى إثيوبيا مهما طال المشوار وأن البلدين قررا أن يعوما معًا.
داخليا
خارجا عن النص المكتوب أمر اعتدناه من السيسى.. إلا هذه المرة.. مستشارو الرجل صمموا وأشاروا عليه بالالتزام بالكلمة المكتوبة خصوصًا فى محفل دولى على هذا المستوى وحدث بهذه القيمة.. لكنه كرجل خارج الصندوق فى تفكيره وأسلوبه قرر أن يتكلم من قلبه إلى قلب المواطن المصرى قافزًا فوق كلام النخبة والمثقفين والإعلاميين وتوجه مباشرة إلى حيث يدرى.. قلب وعقل المواطن المصرى.. الذى ينتظر رئيسه يحدثه بلغته ولهجته وبساطته دون تقعر المثقفين وتعقيدات النخبة وأجندات الإعلام.. قالها السيسى هكذا وإن بطنها بأسلوب متأدب معروف عنه.. الرجل لا يثق فى النخبة الحالية ولا لغة الإعلام القادم فى إيصال رسائل الدولة إلى الشعب.. هناك مساحة رمادية لا تطمئن لها الدولة إذا عبرت الرسالة من خلالهم، والشعب نفسه فقد الثقة فى نخبة كادت تودى به وبالدولة إلى الهاوية وإعلام زين لهم الخونة وتجار الدين أبطالًا.
أظن أن الدولة تحتاج تجديد نخبتها، وضخ دماء ووجوه جديدة، فمهمة السيسى التنموية والسياسية لا يجب أن تغفل ضرورة أن يسعى الرجل لأن يقدم للدولة نخبة جديدة تليق بها وتتحمل مسئوليتها مستقبلًا وتكون عونا له وأظنها المهمة الأصعب.
أخيرًا.. بقى السؤال الصعب: هل كان يمكن تحقيق هذا الإنجاز فى سنة لو كان لدينا برلمان؟!.. والسؤال الأصعب منه: هل تحتاج مصر إلى برلمان؟!
فى ظل هذا الدستور الملتبس فى مواده والمرتبك فى ذاته لم يكن أبدا أن يتم مشروع بهذا الحجم فى ظل وجود برلمان.. لا يعنى هذا أن مصر لا تحتاج برلمانًا فهو ضرورة تشريعية وحلقة لا يمكن الاستغناء عنها فى ظل ضغوط دولية لإتمامها لكن تظل العقد والحل فى يد الشعب الذى حان أوان أن يتحمل مسئوليته فى اختيار أهم برلمان فى تاريخ مصر بحكم التوقيت والتحديات!!.

المصدر: albawabhnews

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على الصفقات السرية لـ"السيسي" في افتتاح القناة الجديدة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
76156

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام