آخر الأخباراخبار مصر › وزير الخارجية: الملك سلمان لم يطرح على السيسي مصالحة مع الإخوان أو قطر (حوار)

صورة الخبر: وزير الخارجية سامح شكري
وزير الخارجية سامح شكري

أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن العلاقات المصرية- السعودية فى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفس قوتها بين البلدين فى عهد العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأن هناك تضامناً وتنسيقاً وثيقاً فى مختلف القضايا، كما أن هناك تقارباً فى وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمة السورية.

وقال شكرى، فى حواره مع «المصرى اليوم»، إن التعليق على أحكام القضاء المصرى من جانب بعض الدول، خاصة بعد حكم الإحالة إلى المفتى الذى صدر بحق الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من قيادات الجماعة، أمر غير مفهوم وغير مقبول بالنسبة لمصر، لافتاً إلى أن مصر سئمت التصريحات التركية المتكررة، لدرجة أنه «لم تعد تلقى هذه التصريحات أى أهمية من جانبنا»، مشيراً إلى أن العلاقات مع قطر لم تشهد أى تطورات، كما أن العلاقة مع إيران لا تزال على وتيرتها، وفيما يلى نص الحوار.

■ بداية.. لماذا زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا فى هذا التوقيت، ولماذا تم تبكيرها، خاصة أنها كانت مقررة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية؟

- ما سأقوله تصور شخصى وليس مرتبطاً بمعلومة محددة من الجانب الألمانى، الزيارة تم تبكيرها نظراً لتأجيل موعد الانتخابات البرلمانية، إضافة إلى التحديات والتطورات الإقليمية والدولية الكبرى، والاهتمام المتبادل بين البلدين فيما يتعلق بتعميق العلاقات المشتركة، كل ذلك كان يدعو للتواصل فى هذا التوقيت وعدم الانتظار للانتخابات البرلمانية، التى ربما تعقد نهاية العام الحالى.

■ ما تصورك حول أهمية هذه الزيارة؟

- زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى برلين مهمة، نظراً لدور ألمانيا الكبير ومكانتها فى الاتحاد الأوروبى، وكذلك قدراتها الاقتصادية وتأثيرها السياسى فى رسم سياسات الاتحاد، وسيتم خلالها التشاور بين مصر وألمانيا بخصوص عدد من القضايا المهمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً، على رأسها الأوضاع فى ليبيا واليمن، خاصة أن مصر هى الرئيس الحالى للقمة العربية، كما أنه من المتوقع أن تتطرق الزيارة إلى تشكيل القوة العربية المشتركة، وتنامى ظاهرة الإرهاب فى الشرق الأوسط أيضاً، فكل هذه الأمور ستكون نقاط النقاش الأساسية بين الطرفين.

■ ماذا تستهدف مصر من هذه الزيارة؟
- نستهدف أن يكون هناك توافق فى الرؤى المشتركة بين القاهرة وبرلين، من ناحية أخرى نرغب فى عودة العلاقات القوية الثنائية بين البلدين من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، فمصر لها اهتمامات فى تطوير العلاقات الاقتصادية، وتعلم الإدارة المصرية أهمية التوجه فى العلاقات مع الدول المؤثرة فى الاتحاد الأوروبى، خاصة ألمانيا.

■ ألمانيا كانت من الدول الأوروبية الأكثر تشدداً تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو، هل تتوقع أن يكون هناك نقد ألمانى لسياسات القاهرة فى الوقت الحالى؟

- لا أستطيع التكهن بما سيطرحه الجانب الألمانى خلال الزيارة، لكن من ناحية أخرى نعلم أن ألمانيا أخذت موقفاً متحفظاً بعد 30 يونيو، ونحن اليوم نقترب من عامين على اندلاع هذه الثورة، ومصر شهدت خلالهما تطورات مهمة متصلة بتنفيذ خارطة الطريق، وانتخاب رئيس للبلاد، وإقرار الدستور، وبناء مؤسسات الدولة، وقدرة الدولة فى التعامل مع التحديات المختلفة، وعلى رأسها مقاومة الإرهاب فى سيناء، ومن الأمور التى لابد على الجانب الألمانى أن يضعها فى الاعتبار دور مصر المؤثر فى المنطقة، وأيضاً تأييد الشعب المصرى الواسع للقيادة السياسية، فهذا الأمر بدون شك لابد أن يكون له أثر فى تكوين وجهة النظر، ودولة مثل ألمانيا بقدراتها المؤسسية بدون شك تستطيع أن تراقب الأمور بكل دقة، وتعلم مدى حجم التغيرات التى وقعت فى مصر، ولها القدرة على تقدير دور الحكومة المصرية تجاه تلبية طموحات الشعب.

■ ننتقل لحكم محكمة الجنايات بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان للمفتى، هل ساهمت هذه الأحكام فى تغير النظرة الدولية تجاه مصر؟

- نحن راقبنا ردود الأفعال الخارجية، وكان لنا العديد من التعليقات الصادرة فى هذا الشأن، وأصدرنا بياناً رفضنا فيه التدخل فى الشؤون الداخلية لمصر، وطالبنا بعدم المساس بالأحكام القضائية، وهذه أمور تخضع لنظم قضائية مختلفة، لكن من ناحية أخرى مصر لم تعترض على بعض الأحكام التى تصدر فى دول فى الخارج، حتى وإن كان لها رأى مختلف عن ذلك، ولم نشعر بالراحة تجاهها، ولن أشير لأحكام بعينها.

وأؤكد مجدداً أن إصدار بعض الدول تعليقات على أحكام القضاء المصرى أمر غير مفهوم وغير مقبول بالنسبة لنا، لأن النظم القضائية تختلف من دولة لأخرى، وهذا الاختلاف فى النظم القضائية لا يمكن النظر إليه على أنه قصور، لكنه قد يكون نابعاً من التجربة والثقافة والإطار التاريخى، ما أدى إلى الاختلاف، لكن هذه الأحكام نابعة من السلطة القضائية، وفقاً لقانون كل دولة، ووفقاً للمسلمات والإرادة الشعبية التى تعطى ثقتها فى نظامها القضائى.

■ ما تعقيبك على تصريحات بعض الدول بأنه فى حالة إعدام مرسى سيكون هناك إرهاب فى الشرق الأوسط؟

- الشرق الأوسط به إرهاب ربما يُدعم من قبل دول إقليمية تتشدق بالديمقراطية وتتشدق بانتقاد الآخرين، فمن الأولى بهذه الدول أن تكف عن دعم الإرهابيين، وأن تكف عن توفير السلاح لهم، وأن تكف عن تمويلهم، كل هذا فى حالة أنها إذا كانت ترغب فى أن ينحسر خطر الإرهاب بالمنطقة، لكن من ناحية أخرى أى حديث أو تدخل فى الأمور الداخلية فى مصر أمر مرفوض.

■ ما تعليقك على رد الفعل التركى تجاه الأحكام الأخيرة؟

- نحن سئمنا هذه التصريحات المتكررة، وفى الحقيقة أصبحت هذه التعليقات التركية أمراً لا نعطيه أى أهمية.

■ البعض تحدث عن أن تركيا أيَّدت عاصفة الحزم التى شاركت فيها مصر، وتحدثت عن أرضية مشتركة بين الدولتين، ما أدى لتقارب فى وجهات النظر بينهما، والبعض تحدث عن دور السعودية فى حدوث عملية التقارب بين البلدين، ما تعليقك؟

- لا يوجد أى شىء اتُّخذ فى هذا الصدد، وعندما تشير لتأييد تركيا لعاصفة الحزم فالتأييد اللفظى سهل، لكن الأهم: ما الأهمية من هذا التأييد؟ وهل هو لمصالحها فقط، أم فى صالح المنطقة وأمن الخليج؟

■ هل اطلعتم أو تابعتم اجتماعات «كامب ديفيد» بين الولايات المتحدة ودول الخليج؟ وما وجهة نظر مصر فى هذا الشأن؟

- بالتأكيد، ونحن موقفنا واضح من البداية، وأكدنا أهمية أن تكون المفاوضات بين الولايات المتحدة أو الدول الخمس زائد ألمانيا حول «البرنامج النووى الإيرانى» تتناول جميع الأبعاد المرتبطة بالبرنامج النووى، وأيضاً تأخذ فى الاعتبار المخاطر التى تهدد أمن الخليج والأمن القومى العربى، واتصالا بما هو مرصود من تدخلات لأطراف إقليمية وامتداد لنفوذها فى الساحة العربية، فبالتالى ستكون هناك مصلحة بأن يكون الاتفاق متكاملاً ويضمن بالفعل- ليس فقط للدول العربية، إنما أيضا المجتمع الدولى- عدم نشوب سباق تسلح نووى فى المنطقة، وعدم حيازة دولة فى المنطقة للسلاح النووى، وأن تكون الإجراءات الخاصة بالتحقق من القوة والشمولية توفر درجة ثقة عالية فى الدول الإقليمية والمجتمع الدولى، لكن أيضا من الأهمية أن يكون هناك تعامل إيجابى مع قضية الأمن القومى العربى بين الدول العربية وشركائها الاستراتيجيين، تحقيقا لهذا الاستقرار فى المنطقة، فنحن ننظر للأمر نظرة واقعية ونظرة شاملة وننسق مع شركائنا فى دول الخليج، ودائماً ما نشير إلى أن أمن مصر من أمن الخليج والعكس صحيح، وبالتالى نتابع كل ما يتم فى إطار مفاوضات الدول الخمس زائد واحد، وأيضا نعمل فى إطار الشراكة القائمة مع الشركاء العرب، بما فى ذلك القرارات التى تم دعمها فى الجامعة العربية، والتى من شأنها إنشاء قوة عربية مشتركة، بما يحقق استقرار المنطقة.

■ ماذا عن العلاقة بين مصر وإيران؟

- مازالت على وتيرتها خلال العقدين الماضيين لم تتغير.

■ لكن حدث بعض التغييرات فى العلاقة بين القاهرة وطهران أثناء حكم الإخوان..

- بالطبع، كانت هناك فى ذلك الوقت توجهات لتحسن كبير، وكان هناك انفتاح قوى، وساعد على هذا التقارب وقتها الفكر العقائدى فى إيران مع فكر الإخوان، لكننا الآن نتعامل من منطلق آخر، فنتعامل مع إيران وفقا لما تتطلبه المصلحة المشتركة، ووفقاً لما يحقق أمن الخليج.

■ كانت هناك حالة من القلق فى أوساط الرأى العام العربى من حدوث تقارب بين طهران وواشنطن، فهل يقلقنا هذا التقارب؟

- لا يجب أن يقلقنا، فالدول العربية لديها من الموارد والقدرات ما يجعلها قادرة على مواجهة تحديات المنطقة، فلا يجب علينا الاعتماد فى تحديد أمننا على أطراف أخرى، إنما نعتمد على أنفسنا وقدراتنا، وهذا سيحقق الكثير.

■ ما آخر التطورات فى اليمن؟

- الهدنة الإنسانية التى تم التوصل إليها لمدة 5 أيام انتهت، وهناك رصد خلال الهدنة لاستمرار المخالفات الكبيرة من قِبَل الوحدات العسكرية التابعة للحوثيين، فى المقابل، الاجتماعات مستمرة فى الرياض، ونأمل أن تؤدى إلى تفاهم بين الأطياف السياسية اليمنية، وتعود إلى الحوار.

■ هل تراجع الخيار العسكرى قد يحدث قريبا فى اليمن؟

- بقدر تفاعل الأطياف السياسية والوصول إلى توافق وتطبيق قرار مجلس الأمن ودعم الشرعية وتطبيق المبادرة الخليجية وفتح لغة الحوار بين جميع الأطراف.

■ هل حققت «عاصفة الحزم» أهدافها؟

- بالتأكيد حققت أهدافها، وأى أعمال لاحقة هى أعمال لمواجهة ظروف وتهديدات مباشرة، و«عاصفة الحزم» كإطار للتعامل مع الأزمة انتهت، والآن نحن فى مرحلة أمل جديد، وهناك اهتمام بالنواحى الإنسانية لتوفير احتياجات الشعب اليمنى، وأيضا مجهودات المبعوث الأممى ومجلس الأمن أكدت أهمية الإطار السياسى، ومهم أن تقتنع جميع الأطراف، خاصة الحوثيين، بأنه لا سبيل من مواصلة الخيار العسكرى، الذى يصيب الشعب اليمنى بمزيد من التضحيات.

■ هل هناك قنوات اتصال بين مصر مع الحوثيين، خاصة أنه كان هناك حوار مصرى مع ممثلين عن على عبدالله صالح؟

- سحبنا سفارتنا، قبل بدء «عاصفة الحزم» بأسابيع، وسحبنا ممثلينا من عدن أيضا، وبالتالى لا توجد اتصالات لنا مع الحوثيين، ونظل نستخلص المواقف فى العلاقة القائمة فى التحالف وفى إطار ما يرد من معلومات من قِبَل المبعوث الأممى.

■ ما مدى صحة ما يتردد عن وجود توتر فى العلاقات بين مصر والسعودية؟

- هذا الأمر ليس له أى أساس من الصحة، فآخر لقاء تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى العهد، وولى ولى العهد، بعد تعيينهما، كان لتأكيد التضامن والتنسيق الوثيق بين البلدين، واستُقبِل الرئيس السيسى بحفاوة بالغة واهتمام، وكانت جلسة نقاش مثمرة تناولت كل القضايا، وأكدت أن هناك رؤية مشتركة بين البلدين فى جميع القضايا الإقليمية.

■ هل حدث أن خادم الحرمين الشريفين تحدث عن فكرة المصالحة مع الإخوان؟

- لم يتم تناول أى من هذه الأمور، وكان الحديث كله فى إطار الجهد المشترك فى إطار التحالف بشأن اليمن ودعم الجهود المبذولة لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وتطرقت المباحثات بين الرئيس والملك سلمان إلى أهمية استقرار البلدين ومواجهتهما التحديات المشتركة وتحدى الإرهاب، وتمت مناقشة الأوضاع فى ليبيا، وتم التأكيد على توافق البلدين فى مواجهة التحديات لتحقيق الأمن العام للوطن العربى.

■ هل العلاقة بين مصر والسعودية فى عهد الملك سلمان بقوة العلاقة نفسها فى عهد الملك عبدالله؟

- بالتأكيد.

■ البعض تحدث عن وجود خلافات فى وجهات النظر بين القاهرة والرياض بخصوص ملف سوريا، فما رأيك؟

- بالعكس، هناك تنسيق عالى المستوى بين البلدين تجاه التطورات فى سوريا، وهناك جهد مبذول من الدولتين وتقارب فى وجهات النظر حول تشكيل حكومة سورية تلبى احتياجات الشعب السورى، فمصر تدعم الاستقرار فى سوريا وضرورة الحفاظ على كيان الدولة وليس النظام، ونحن لا نرغب فى حدوث فراغ يساهم فى حدوث تمزق للأمة مرة أخرى. ليس هناك اختلاف فى أن الهدف هو الخروج من هذه الأزمة، لكن كما قلت لكم إن لكل دولة طرقها فى الاتصالات الدولية تجاه القضية السورية.

■ هل طرح الملك سلمان خلال لقائه الرئيس تحسين العلاقة بين مصر وقطر؟

- لا، لم يكن مطروحاً هذا الأمر.

■ ماذا عن العلاقات المصرية القطرية الآن؟

- على ما هى عليه.. لم يحدث أى جديد.

■ متى ستعيد القاهرة سفيرها إلى الدوحة من جديد؟

- إذا تغيرت الأمور ووجدنا أن الظرف مناسب فسنفعل ذلك، لكن حتى هذه اللحظة لم يحدث شىء.

■ هل ساهم التحالف العسكرى فى «عاصفة الحزم» فى حدوث تقارب مصرى قطرى؟

- لا نعتبر أن توافقنا فى هذا الأمر يمتد أثره إلى العلاقات بين البلدين، فكل أمر له متطلباته، وحالة اليمن مختلفة.

■ هل ستدعون قطر إلى المشاركة فى احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة؟

- هذه الاحتفالية أمامها بعض الترتيبات، وسيتم وقتها اتخاذ القرار الرسمى وفقاً للظروف التى تشهدها العلاقات مع اقتراب موعد الافتتاح.

■ هل هناك أمل لحل أزمة سد النهضة، بعد توقيع الاتفاق الإطارى للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا؟

- الاتفاق الإطارى وضع خارطة طريق للتعامل مع الأمر بين الدول الثلاث، والاتفاق أكد أن هناك شركة ستضع المعايير التى سيتم بناء عليها تحديد التشغيل وملء الخزان، والمفاوضات التى ستتم فى الدول الثلاث فى حد أقصى 15 شهرا ستتم فيها الدراسات، فالدول الثلاث ستنخرط مرة أخرى فى المفاوضات، وستتخذ الدراسات أساسا لوضع اتفاق فيما بينها لملء الخزان، والتنسيق سيتم مع اللجنة الاستشارية لتحديد المعايير النهائية للسد.

■ هل سيحضر الرئيس عبدالفتاح السيسى حفل تنصيب الرئيس البشير فى السودان؟

- وصلت الدعوة لحضور حفل التنصيب، ويتم الآن مراجعة الارتباطات لتحديد الموقف النهائى بالمشاركة، وهناك اهتمام مصرى كبير بتعميق العلاقات مع السودان.

■ هل استطاعت مصر استعادة مكانتها فى القارة الأفريقية؟

- أفريقيا تحتاج منا جهدًا، ولا نستطيع الآن أن نقول إننا استعدنا مكانتنا التاريخية فى أفريقيا، فهذا الأمر يتطلب مواصلة الجهد والبحث عن فرص للتعاون، وليس هناك سقف لنقول إننا وصلنا، فلابد أن تكون هناك استمرارية، والفرص المتاحة لتطوير القارة وتنميتها، هذا الشىء سيظل دائماً محل نقاش على الساحة، ويحتاج إلى تواصل واهتمام مستمر، وهناك تقدير كبير داخل الأوساط الأفريقية لمصر، فالقاهرة أصبحت شريكًا حقيقيًا وتحتاج لمزيد من التعاون.

■ هل الأمر فى ليبيا وصل لدرجة الاختلاف مع المجتمع الغربى؟

- هناك اختلاف فى الرؤى، وإن كان أيضاً هناك تفهم أكبر وتحول تدريجى لدى عدد من الدول الغربية، لفهم أهمية وضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب تكون متوازية للحل، فلا يمكن أن ننتظر الحل السياسى فى الوقت الذى تنمو فيه ظاهرة الإرهاب، فلابد أن نعترضها.

■ هل هناك تطور من بعض الدول الغربية تجاه الأزمة الليبية؟

- ليس دولًا بعينها، إنما بشكل عام هناك تطور إيجابى فى تفهم أهمية التعامل مع ظاهرة الإرهاب والوصول إلى تفهم.

■ هل هذا التفهم هو التدخل العسكرى الصريح؟

- التفهم هنا هو تكاتف المجتمع الدولى لإيجاد وسائل مقاومة الإرهاب، ومنها دعم السلطة والحكومة الشرعية ومنع تصدير الأسلحة ومنع تمويل المنظمات، وبناء قدرات الجيش الليبى، والتدخل العسكرى وارد، لكن فى إطار من الشرعية الدولية إذا وجد المجتمع الدولى من خلال مجلس الأمن أو من خلال دعوة الحكومة الشرعية لمعاونتها فى هذا، وهذا تحقق فى القرار المصرى الصادر عن مجلس الأمن، حيث فتح المجال لمعاونة الحكومة الليبية فى مقاومة الإرهاب بشتى الوسائل.

■ ما أهمية مؤتمر القبائل الليبية الذى ستستضيفه مصر خلال الأيام المقبلة؟

- الهدف هنا تقريب وجهات النظر ودعم المسار السياسى الذى يرعاه المبعوث الأممى برناردينيو ليون. الاجتماع الأول الذى عقد فى القاهرة زاد من الألفة بين الأطراف التى كانت متباعدة، وأكد المصلحة القومية الليبية، وهناك تواصل بين القبائل الليبية على الحدود الغربية، ولابد أن توجهات هذه القبائل بحكم الصداقة التاريخية، فهى تشعر أن مصر مهتمة بشؤونهم للتواصل فيهما بينهم وأن مصر أكبر من داعمة ومساندة لهم.

■ ما موقفنا مع حماس بعد صدور الأحكام الأخيرة ضد أعضاء الحركة وأعضاء الإخوان أيضًا؟

- اهتمامنا الأكبر هو الشعب الفلسطينى فى غزة، وللأوضاع فى القطاع والاحتياج لإعادة الإعمار، فالظروف الصعبة التى يعيشها الشعب فى غزة تجعل الاهتمام بعودة السلطة الفلسطينية لممارسة دورها هناك، وتفتح الأبواب أمام وفاء الدول المانحة فى تعهداتها تجاه تعمير غزة، والوضع الحالى فى التنافر بين حماس والسلطة الفلسطينية لا فائدة منه، إنما يكرس الانشقاق ويضعف من طموحات الشعب الفلسطينى المشروعة فى إقامة دولته، وللأسف سياسات حماس الأخيرة ليست إيجابية، وليست داعمة لمصلحة الشعب الفلسطينى، وهذا من وجهة النظر المصرية.

■ ماذا عن العلاقة مع حماس، خاصة أن الحكومة المصرية تدخلت لوقف الحكم الصادر ضدها بأنها منظمة إرهابية؟ وهل تراجعت الحركة عن تنسيقها مع بعض التكفيريين فى سيناء؟

- الأمور الأمنية ليس بالضرورة أن يكون لدىّ اطلاع على الأشياء الخاصة بها أو على الأقل ليس فى مقدورى الحديث عنها، فالقضية لها اعتبارات بنظرة الدولة تجاه هذه الأحكام، لكن فى نهاية الأمر، لابد من التركيز على الشعب الفلسطينى وتحقيق طموحاته الخاصة بالدولة الفلسطينية، فلابد أن يكون ذلك هو الهدف لحماس.

■ هل عادت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لطبيعتها مرة أخرى؟

- العلاقة مع واشنطن فى تطور مستمر، وهى علاقة وثيقة، وعلاقة متشعبة، وعلاقة بها كثير من النواحى، فهى فى مسيرة نحو التحسن واستكشاف نقاط التلاقى والاعتماد المتبادل، فالمشاورات وثيقة للغاية وتتم على أعلى مستوى بينى وبين جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، وتم تحديد موعد للحوار الاستراتيجى بين البلدين، وهذا الحوار تأخر لأسباب تقنية وليس لأسباب سياسية، حيث كانت هناك ارتباطات للوزير الأمريكى، وارتباطات لى أدت للتأخير، لكن الرغبة كانت متواجدة لعقده منذ ثلاثة أشهر، لكن تم تأجيله.

■ هل توجد مساحة خلاف بين مصر والولايات المتحدة حاليًا؟

- ليس خلافًا، إنما أيضاً ليس بالضرورة أن يكون هناك توافق تام فى كل النواحى السياسية، لمصر رؤيتها، لكن الدولتين تقرران أن العلاقة بينهما هى علاقة استراتيجية ولدينا الرغبة فى استكشاف مواضع التعاون وهناك اهتمام من الولايات المتحدة فى تحسين هذه الأوضاع ودفع الاستثمارات الأمريكية، والشركات تتفاعل فى مصر وهذا أمر إيجابى، أما بالنسبة للمساعدات فهى الناحية التى مازال فيها عدم الاتفاق الكامل لاعتبارات كثيرة.

■ هل من المتوقع الإفراج عن المساعدات قريبًا؟

- تم الإفراج عنها بالفعل بقرار من الرئيس الأمريكى، وفقاً لقانون الاعتمادات، ونأمل أن يكون هناك تفعيل لهذا القرار بوسيلة تتناسب مع الاحتياجات المصرية لمواجهة الإرهاب فى سيناء، والعلاقات أود أن أقول إنها إيجابية.

■ ألا ترى أن العلاقة مع روسيا أقوى؟

- ليست أقوى، لكن العلاقات مع روسيا شهدت تناميًا، والتاريخ الطويل لهذه العلاقة يشهد على ذلك، كما أن هذه العلاقات لا تأتى على حساب طرف آخر، إنما توسع دائرة العلاقات الخارجية واستخلاص مصالحنا من خلال العلاقات الدولية.

■ هل يوجد أى خلاف مع روسيا بسبب موقفها تجاه اليمن؟

- لا يوجد خلاف، فنحن ننسق على المستوى السياسى مع روسيا، ولم نلمس أن أحداث اليمن ألقت بظلالها على هذه العلاقات.

■ لكن من ناحية أخرى، موسكو أدانت عاصفة الحزم، فكيف تُقيّم موقفها؟

- هم لم يدينوا عاصفة الحزم، إنما أدانوا فكرة اللجوء إلى العمل العسكرى بشكل عام، لكن فى نفس الوقت لم يتخذوا أى قرار مخالف، بل على العكس نفذوا قرار مجلس الأمن، وبكل صراحة لم نلمس أى تأثر فى العلاقة مع مصر.

■ هل أنهت الخارجية أزمة جوازات السفر للمصريين فى الخارج؟

- بذلنا كل جهد لحل الأزمة تقديراً لاحتياجات المواطنين فى الخارج، ووفرنا ثلاثة أضعاف العاملين المسؤولين عن عمليات فرز الطلبات، واستطعنا أن نصل لنسب لا بأس بها من تجديد الجوازات، والتى وصلت لحوالى 30 ألف جواز، تم إنجازها خلال الفترة الماضية، وهناك حاجة لتكثيف الجهود.

■ مؤتمر المراجعة الدورى لمعاهدة حظر الانتشار النووى يكاد يكون انتهى، وواضح أن هناك تسويفًا من الدول الكبرى فى تنفيذ قرار إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل؟

- المؤتمر الآن فى مرحلة الحسم ومازالت المبادرة المصرية التى قدمناها فى بداية أعمال المؤتمر تلقى الترحيب، وهناك مشاورات كثيفة جدًا لتفعيل قرار 95 حول الشرق الأوسط وإخلاء المنطقة من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل، هذا لابد من تفعيله، فبعد 20 عامًا من ارتباط المعاهدة بالمد اللانهائى لمعاهدة عدم الانتشار، نأمل من المجتمع الدولى أن يتعامل فى إطار مبسط، وهناك حاجة بأن تكون هناك عملية تفاوضية مباشرة ومتواصلة لوضع إطار قانونى ملزم بإنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووى، فهى لن تنشأ إلا بوجود إرادة، فهى لن تكتمل إلا بتوافق جميع الأطراف.

المصدر: almasryalyoum

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على وزير الخارجية: الملك سلمان لم يطرح على السيسي مصالحة مع الإخوان أو قطر (حوار)

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
93172

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام