آخر الأخباراخبار مصر › رئيس لجنة استرداد طابا يكشف كواليس تحرير سيناء.. ويؤكد: «صفعة» السادات لتل أبيب كانت مؤلمة

صورة الخبر: رئيس لجنة استرداد طابا
رئيس لجنة استرداد طابا

رئيس لجنة استرداد طابا:

لو تأخرت حرب أكتوبر عاما واحدا لضمها الكنيست الى الدولة الإسرائيلية
تمسكنا بمبادئ غير قابلة للتفاوض للحفاظ على السيادة المصرية
السادات رفض طلب إسرائيل ببقاء مستوطناتهم داخل سيناء
أناشد الشباب أن يكون على قدر المسئولية ويعي التحديات التي تواجهها مصر

استرداد أرض سيناء كاملة كانت بمعركة دبلوماسية لعودة طابا عندما انتصرت إدارة الفكر المصري على إرادة الفكر الإسرائيلي، وتم تحطيم أسطورته، التي رددها على مسامع العالم بأن جيشه لن يقهر، هكذا بدأ اللواء أركان حرب محسن حمدي رئيس لجنة استرداد طابا وعضو مفاوضات الانسحاب من سيناء في واشنطن حديثه عن معركة طابا القانونية قائلا: «إن المفاوضات التي دامت لسنوات بين مصر وإسرائيل بعد حرب أكتوبر انتهت بانسحابها من سيناء في ابريل 1982 ثم عودة طابا إلى السيادة المصرية في 1989 تنفيذا لاتفاقية كامب ديفيد، التي مهدت لتوقيع اتفاقية السلام بين الطرفين».

وأوضح «حمدي» أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي كانت بعد اقتحام القوات المصرية لقناة السويس في 6 أكتوبر 1973 بهدف القدرة على تحقيق نسبة كبيرة من استرداد الأراضي المحتلة وإحداث أكبر خسائر في السلاح والأفراد وهزيمته على أرض سيناء وإجباره على التوجه للتفاوض.

وأضاف حمدي، أن إسرائيل سعت للتوسع على أرض الغير لاستيعاب المهاجرين اليهود من أوروبا، كاشفا أنه لو تأخرت حرب أكتوبر عاما واحدا، لأصدر الكنيست قرارا بضم سيناء إلى دولة إسرائيل.

وقال إننا تمسكنا بمبادئ غير قابلة للتفاوض من عدم المساس بالسيادة المصرية على الأراضي والمياه الإقليمية والمجال الجوى، وعدم التفريط بالمكاسب التي حققتها القوات المسلحة على أرض سيناء بل البناء عليها، وضرورة الإسراع في تنفيذ إجراءات ملموسة على الأرض تؤكد للمواطن إيجابية مفاوضات السلام، موضحا أن الإسرائيليين رغبوا احتفاظهم بمواقع الرادار والإنذار المبكر على قمم جبال سيناء لرصد أي تحركات مصرية مع الإبقاء على قاعدتين جويتين ملاصقة للحدود داخل سيناء لسنوات مع الحصول على مجال جوى فوق سيناء برا وبحرا لضمان الأمان وإيلات لأن الانسحاب مؤلم لديهم وقال بيجن إن مساحة سيناء 3 أمثال مساحة إسرائيل.

وكشف حمدي، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كسر الحاجز النفسي بالذهاب إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني طالب السادات ببقاء مستوطناته داخل سيناء بعد الانسحاب العسكري منها ولكنه رفض.
قال اللواء بحري محسن حمدي عضو فريق المفاوضات المصرية –الإسرائيلية ورئيس اللجنة العسكرية التي تولت الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المصرية أن جيل التحرير بذل الدم والجهد لإعادة كل حبة رمل من سيناء عقب حرب أكتوبر وكان هدفه مصر فقط، وبمناسبة الذكري استعادة آخر قطعة ارض وهي طابا، ناشد الشباب أن يكون علي قدر المسئولية وان يعي جيدا التحديات التي تواجهها مصر الآن، فهناك عدو يتربص بنا ولن يسمح لمصر أن ترفع رأسها وتكون قائدة لأن مصر على مر العصور تمتلك القيادة والريادة في المنطقة ويلتف حولها العرب وهذا يهدد امن وسلامة إسرائيل من وجهة نظر أمريكا بعد معركة العبور والنصر.

وكشف، أنه عقب حرب أكتوبر بدأنا في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي برعاية أمريكا وتنفيذ نصوص معاهدة السلام باستعادة سيناء والغريب أن المفاوضات علي أرض سيناء التي بلغت مساحتها 60 ألف كم أخذت معنا 7 شهور، أما طابا استمرت المفاوضات عليها 7 سنوات من 82 حتى 89 .

لماذا تركت إسرائيل سيناء كلها واحتفظت بـ طابا وماطله في تسليمها؟

نعم إسرائيل ماطله في تسليم طابا لمدة 7 سنوات كما قلت بالرغم إن مساحتها كيلو و20 مترا فقط وقد اكتشفنا أن إسرائيل كانت تريد الاحتفاظ بها لثلاث أهداف اكتشفناهم بالصدفة مع الوقت ومع التعامل معهم الأهداف هي: هدف عسكري: وهو هدف يعرفه العسكريين نطلق عليه «ركوب الجبل» وطابا تحقق هذا الهدف لأنها أرض مرتفعة عبارة عن مثلث قاعدته علي البحر ورأسه بالداخل وتكشف حولها الأراضي المنخفضة يستطيع من خلالها العدو بمراقبة الأرض المحيطة، وأيضا بدء القتال في الوقت الذي يحدده وهو ما يلغي العلامة 91 المصرية من ترسيم الحدود.

والهدف الثاني هدف اقتصادي: منطقة طابا كانت جاذبة للسياح الأغنياء من أنحاء العالم وخصوصا أوروبا ولأنها منطقة صخرية كانوا يجذبون منها السائحين إلي الشواطئ الإسرائيلية، وبذلك يبعد السائح الأوروبي عن سيناء وينعش السياحة في إسرائيل.

والهدف الثالث والاهم هدف سياسي: المراد منه الضغط على باقي الدول العربية التي احتلت إسرائيل أجزاء منها مثل «فلسطين – لبنان- الجولان السورية - والأراضي الأردنية» إذا حدث مفاوضات على تسليمها هذه الأراضي أن تحتفظ بالمساحات التي تحددها إسرائيل معلله بذلك أن مصر استلمت كل أراضيها وتركت لنا قطعة وبذلك ترضخ الدول العربية لهذا المطلب خصوصا أن مصر من اكبر الدول العربية في المنطقة ولها ثقل كبير.

ما هي الأسباب المعلنة التي كانت إسرائيل تعتمد عليها للاحتفاظ بـ طابا ؟

الأسباب كثيرة ودائما تضع العراقيل ومن أهمها جملة المندوب البريطاني أمام الأمم المتحدة الذي نص عليه القرار 242 وهو إجبار إسرائيل على الانسحاب من المناطق التي احتلتها في مصر ولكن العبارة لم تقل كل المناطق التي احتلها وهذه العبارة جعلت إسرائيل تحاول معنا بترك طابا في نطاق السلام وتطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية وهذا ما رفضناه شكلا وموضوعا فنحن لا تنتازل عن شبر واحد لان الشعوب تقاس بانتصاراتها ونحن انتصرنا علي إسرائيل عسكريا وفي المفاوضات.

وأيضا بعد حكم المحكمة بتسليم طابا يوم 15 مارس رفضت وماطلت ولكننا ضغطتنا وسلمتها أخيرا بعد أربع أيام من الميعاد المحدد لان الإسرائيليين الموجودين فيها كانوا يعتبرونها مستوطنه إسرائيليه تعودودا علي العيشة فيها ولا يريدون تركها أبدا.

كيف كانت المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وكيف انتزعتم منه أرضنا التي اغتصبها لسنوات؟

بدأت المفاوضات على استعادت الأرض بعد ماحققته القوات المسلحة من انتصارات بسيناء بعد أحداث اكبر خسائر في الأفراد والسلاح للجانب الإسرائيلي وهو ما اجبره للجلوس علي طاولة المفاوضات ومنذ اليوم الأول وعلمنا أن إسرائيل لا تؤمن بالسلام ولكنها تماطل لتكسب مزيد من الوقت لنقبل الأمر الواقع ويتصدرون الإعلام بأن إسرائيل دولة محاطة بأعداء من كل الجهات وهم يتربصون للنيل بها دائما لتبرر للعالم سرقتها واحتلالها ارض جيرانها ولكننا كنا نعي جيدا أسلوب إسرائيل فقد تعلمنا منهم كيف نتفاوض لنحصل علي اكبر قدر من المكاسب في كل جلسة.

والحقيقة أن إجبار إسرائيل علي التفاوض لنسترد سيناء جاء لسببين أولها النصر بحرب أكتوبر والثاني ذهاب الرئيس السادات لعقر دارهم وحديثة الحازم بان تترك إسرائيل سياساتها التوسعية واغتصابها أراضي الغير فالتعامل مع الوفد الإسرائيلي لم يكن أمر سهلاً، بل كانت معركة لا تقل صعوبتها ومشاكلها عن المعركة الحربية، فكانت المفاوضات بمثابة قتال بدون الأسلحة القتالية، وكان 12 أكتوبر 1978 أول لقاء لوفدي التفاوض السياسي العسكري بمقر استراحة البيت الأبيض وبرئاسة وزير الخارجية الأمريكية سيروس فانس باعتبارها الشريك الكامل في المفاوضات.

وكان الخلاف الأول مع موشى ديان رئيس وفد إسرائيل بسبب كلمته، التي اعترضنا جميعا على ما بها من نبرة تعالٍ والتفاف تذهب إلى أنهم في موقف تفاوضي أقوى، مما اضطر فانس للتدخل ليطلب منه أن يحرص على أن تكون البداية تعبيرا عن روح السلام والوضوح بدلاً من استخدم ألفاظ يغلب عليها الغموض والتعالي.

وكانت المفاوضات تعقد أما في فندق ماديسون أو البنتاجون أو بمقر وزارة الخارجية الأمريكية وكان الوفد المصري مكون من الفريق كمال حسن علي رئيسا للوفد ودكتور بطرس غالي واللواء مهندس عبد الفتاح محسن مدير إدارة المساحة العسكرية الدكتور أسامة الباز والدكتور اشرف غربال سفير مصر بواشنطن واللواء طه المجدوب والعميد لبيب شراب.

وبدأت إسرائيل تملي شروطها لقبول التفاوض ومن هذه الشروط إبقاء 14 مستوطنة إسرائيلية بسيناء ووضع العلم المصري عليها –وضع كاميرات مراقبة علي طول الضفة الشرقية لمراقبة أي تحرك للقوات المصرية والحصول علي مجال جوي داخل سيناء للطيران الإسرائيلي والسماح بوضع أجهزة إنذار مبكر علي قمم الجبال لمراقبة أي تحركات، بالإضافة إلي أن يحق لهم التواجد علي ساحل خليج العقبة لضمان عبور سفنهم قناة السويس وهو مارفضناه بالكامل وبسبب التعنت الإسرائيلي والبعد المتكرر عن صلب الموضوع الأمر الذي أدي إلي تدخل الرئيس كارتر أكثر من مرة.

وبدأنا في إجراءات التحكيم الدولي إلي أن استردينا الأرض وحاولوا أن يبقوا نصفها إسرائيلي والنصف مصري إلا أننا لم نقبل وأخيرا بتحرير طابا عادت كل الأراضي إلي السيادة المصرية مرة أخري يوم 19 مارس 1989 بعد 7سنوات من المفاوضات والسفر إلي أمريكا وتركيا والسودان للبحث عن الخرائط التي توضح أحقية مصر في طابا بعد ان قامت إسرائيل بإخفاء العلامات الحدودية لمصر إلا أننا تفوقنا عليهم بالرجوع إلي كتاب ترسيم الحدود عام 1906 وكما انتصرنا عليهم عسكريا نسفنا كل حججهم في المفاوضات

في ظل الحرب الدائرة على الإرهاب بسيناء هل تعتقد أن قواتنا قادرة على حمايتها من غزو إسرائيل عليها مرة أخرى؟

الحرب على الإرهاب حرب شوارع لأن الإرهابيين استغلوا الفراغ الذي حدث منذ 25 يناير وتوغلوا ونشروا أفكارهم بين أبناء القبائل في سيناء أما الحرب الأخرى فلها استعدادات والتكنولوجيا والتطور المذهل في أدوات الحرب الحديثة والرادارات والأقمار الصناعية لا تسمح بأي مفاجآت وفي حالة أي تدخل قواتنا قادرة علي التصدي له بكل صلابة ونحن نعي جيدا التحدي القادم من الجبهة الشرقية.

*ماذا تقول للشباب الذي لا يعرف المجهود الذي بذلتموه لاسترداد الأرض؟

أقول لهم أفيقوا فمصر غالية جدا والكثيرين يتربصوا لها لا تعطوهم الفرصة للنيل من أمن وسلامة أراضي مصر التي استعدناها بالتضحية والفداء ونحافظ عليها حطي من أنفسنا ونفديها بأرواحنا وبمناسبة هذا اليوم ارجوا أن يصحوا الشعب ويعلموا حجم التحديات التي نواجهها ولابد أن نعديها بتكاتفنا معا.

المصدر: صدي البلد

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على رئيس لجنة استرداد طابا يكشف كواليس تحرير سيناء.. ويؤكد: «صفعة» السادات لتل أبيب كانت مؤلمة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
21713

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام