آخر الأخباراخبار الفن والثقافة › صلاح الدين الأيوبى بين الحقيقة وأخطاء السينمائيين..النقاد: يوسف شاهين أظهره ملائكياً ..وريدلى سكوت أمسك العصى من المنتصف

صورة الخبر: صلاح الدين الأيوبى
صلاح الدين الأيوبى

فى ذكرى وفاة القائد العظيم الناصر صلاح الدين الأيوبى الذى حارب الصليبيين من أجل الحفاظ على القدس إسلامية، فأن تلك الشخصية كانت مصدر إلهام صناع السينما حيث ظهرت فى نسختين الاولى مصرية تحمل نفس العنوان "الناصر صلاح الدين" والثانية أجنبية حملت عنوان " مملكة الجنة " ولكن احتوت النسختان على بعض الحقائق والأحداث التاريخية الواقعية، إضافة لأشياء من وحى المعالجة السينمائية.

فعندما نرصد فيلم الناصر صلاح الدين، بطوله أحمد مظهر ونادية لطفى وصلاح ذو الفقار وإخراج يوسف شاهين فانه يحتوى على بعض المغالطات التاريخية منها خلق شخصيات وهمية بعيده على اواقع التاريخى مثل شخصية فيرجينيا، ولويزا قائدة الهوسبيتاليين فضلا عن شخصية عيسى العوام حيث كانت شخصيته موجودة بالواقع ولكنه مسلما ومات غرقا أثناء حصار "عكا".

ومن بين الأحداث غير حقيقية أيضا وفقا لما ذكرته بعض الكتب التاريخية على سبيل المثال قصة الحب بين عيسى العوام ولويزا، وكذلك إصابة ريتشارد بسهم عربى مسموم بمؤامرة من الدوق آرثر ومن الأحداث المُضافة أيضا المبارزة بين صلاح الدين الأيوبى والسفاح إرناط، فما ورد فى كتب التاريخ أن إرناط أُحضِر إلى خيمة السلطان مُكبّلاً فى الأغلال.

وقال له صلاح الدين: “ها أنا انتصر لمحمد صلى الله عليه وسلّم”، وذلك ردًّا على قول إرناط: “قولوا لمحمدكم يخلصكم” وهى المقولة التى قالها للأسرى المسلمين عندما ذكّروه بالهدنة الموقعة بين صلاح الدين وملك بيت المقدس، بعد خرق إرناط لها ومهاجمة قوافل الحجاج المسلمين الآمنة وأسرهم وفى هذا اللقاء عرض صلاح الدين على إرناط اعتناق الإسلام، ولكنّه أبى، فأخذ صلاح الدين خنجره المعقوف وضرب ذراع إرناط ففصله عن كتفه، ثم قامت حاشية صلاح الدين بقطع رأسه، وكانت نهايته.

أما الفيلم الأمريكى الذى أنتج عام 2005 وحمل اسم " مملكة الجنة " فهو من إخراج ريدلي سكوت كتب النص السينمائي وليام موناهان وهو من بطولة أورلاندو بلوم وإيفا غرين وغسان مسعود وتم تصوير جزء طويل من الفيلم بمدينة وارزازات بالمغرب وتدور أحداث الفيلم استنادا للنص أثناء الحروب الصليبية خلال القرن الثاني عشر الميلادى وهى قصة حداد باليان من قرية فرنسية يرحل إلى القدس للمشاركة فى المعارك التي دارت بين المسيحيين والمسلمين في محاولات استرداد المسلمين للمدينة بقيادة صلاح الدين الأيوبى فى حروبه لاسترجاع المدينة التي احتلها الصليبيين وقام بدور صلاح الدين الفنان غسان مسعود.

وكان الفيلم وفقا لما ذكرته بعض الكتب التاريخية مليئا بالإشارات الإيجابية نحو المسلمين رغم وجود أخطاء تاريخية، فعلى سبيل المثال صور الفيلم الصليبيين بالمتوحشين والبرابرة والمسلمين على أنهم متحضرون، وفي نفس الوقت أعطى الفيلم انطباعا غير حقيقي بأنه كانت توجد في تلك الفترة تعاونيات أخوية بين النصارى والمسلمين واليهود، كما تجنب ريدلي سكوت أي مشاهد حربية تعكس انتصارا عسكريا للجيش الإسلامي.

ولم يضع مخرج الفيلم المسلمين في الفيلم كلهم في سلة واحدة، وإنما حاول الموازنة في معظم لحظات الفيلم، وقد يدفع هذا لتحسين الصورة النمطية للمسلم في المجتمع الغربي إلى حد ما.
وبالحديث عن صلاح الدين لم يحاول المخرج إظهاره كقائد عسكري متميز بقدر ما أظهره قويا ومخيفا بجيشه بالرغم من ذلك حاول ريدلي سكوت تقديم صورة ايجابية لصلاح الدين وهي أقرب إلى الرومانسية فعلا وفي أحد المشاهد وبعد دخوله القدس ينحني القائد المسلم ويلتقط صليبا من الأرض ليرجعه فوق أحد الموائد، وهو ما يحدث فى الحقيقية.

وأثار الفيلم جدلا كبيرا، واعتبر عدد كبير من السينمائيين والنقاد أن الرقابة على المصنفات الفنية مررت فيلماً صهيونياً للمخرج البريطاني ريدلي سكوت يحمل أفكاراً صهيونية ويكرس الحرب الصليبية على المسلمين ويشوه صورة الإسلام ويسيء لصلاح الدين الأيوبي، ويمنح على طريقة "وعد بلفور" حقا قوميا ووطنا شرعيا للصهيونيين في الأراضي المحتلة.

ويرى الناقد أحمد رافت بهجت أن الفيلمين بهما أخطاء تاريخية وفقا لما ذكرته الكتب التاريخية و لكن فيلم "مملكة الجنة" قدم صلاح الدين أكثر واقعية ولكنه رأه البعض يسئ الى المسلمين و يظهرهم بشكل سلبى أحيانا وأحيانا أخرى بشكل إيجابى.

أما الفيلم المصرى "الناصر صلاح الدين" الذى قدمه يوسف شاهين فقدم بشكل ميثالى الى حد بعيد و كان صلاح الدين معصوم من الخطا وهو اما منافى تماما الى التاريخ والواقع والأحداث التى قرأناها فى الكتب والتى تؤكد ان صلاح الدين له قراراته وأفعاله.

ويقول الناقد رءوف توفيق : ان الفيلم قدما شخصية صلاح الدين بشكل جيد ولكن فيلم "مملكة الجنة" أكثر واقعية عن فيلم "صلاح الدين الأيوبى" حيث وجدنا فيلم "مملكة الجنة" يتطرق الى الصليبيين وحروبهم مع المسلمين من منظور عام لهذه الفترة دون التركيز على شخصية صلاح الدين والتى كانت ذات تأثير فى نفس الوقت وهو الأمر الجيد فى الفيلم لانه اهتم بالفترة التاريخية على حساب الشخصيات ولكننا فى فيلم "الناصر صلاح الدين" فضل يوسف شاهين أن يركز على شخصية صلاح الدين كونها قائد العرب فى هذه الفترة.

المصدر: صدى البلد

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على صلاح الدين الأيوبى بين الحقيقة وأخطاء السينمائيين..النقاد: يوسف شاهين أظهره ملائكياً ..وريدلى سكوت أمسك العصى من المنتصف

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
40036

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام