آخر الأخباراخبار مصر › فاروق حسنى: كنت شاهداً على "تزوير" أحمد عز للانتخابات

صورة الخبر: وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى
وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى

أكد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى أنه عاد إلى مصر بعد 30 يونيو لاستشعاره أن مصر بحاجة إلى من يدفعها إلى الأمام، وتحتاج كل الكفاءات، ولفت فى حواره لـ«الوطن» إلى أن الثورة صاحبة فضل عليه فى أنها جعلته يغادر منصبه، بعد سنوات طويلة من العمل.

«حسنى» الذى شغل وزارة الثقافة وأثار قربه من الرئيس الأسبق حسنى مبارك وزوجته جدلاً كبيراً، يوضح أن حالة التجريف التى تعانى منها مصر، بعد سنوات حكم مبارك، ليست مسئولية وزارة الثقافة وحدها، بل مسئولية مشتركة لكل الوزارات والنظام السياسى، لافتاً إلى أنه عرض على الرئيس الأسبق والحكومات التى عملت معه مشروعات عديدة لكنها قوبلت بالتجاهل، لكن ذلك لم يمنع الوزير المثير للجدل من الاعتراف بأن أحمد عز أفسد الحياة السياسية فى نهاية عهد «مبارك» ومسئول عن تزوير الانتخابات، ولفت إلى أن «عز» أخطأ عندما حاول العودة إلى الحياة السياسية مؤخراً.

■ بداية.. ستُقيم خلال أيام معرضاً جديداً بعنوان «مشوار حياة» وأقمت منذ شهرين معرضاً عدت به للساحة الفنية فى مصر بعد 4 أعوام من الانقطاع، فلماذا كان الانقطاع؟ ولم قررت العودة فى هذا التوقيت الذى تزامن مع عودة عدد من رجال نظام «مبارك» مرة أخرى للساحة؟

- انقطاعى لم يكن انقطاعاً عن الفن، فمنذ آخر معارضى فى 17 يناير 2010 وقامت الثورة قبل انتهاء فعالياته أقمت 3 معارض، أحدها فى دبى والثانى فى أبوظبى والثالث فى السعودية، وكانت كل أعمالى فى دبى عقب 30 يونيو، وقررت العودة لمصر ومعاودة العمل فى مرسمى، وأنا معتاد إقامة معارضى فى نهاية كل عام وبداية العام الجديد، لذا أقمت معرضى فى 15 ديسمبر بعدما رأيت أن الفرصة سانحة للعودة إلى جمهورى وأهلى، وارتأيت أنه سيكون من الجميل أن يكون العرض الأول لما أقدمه من جديد فى مصر.

■ وهل يرصد معرضك الجديد بالفعل مشوار حياتك منذ البدايات بما فى ذلك الثورة وما أعقبها؟

- أرصد أهم محطات حياتى فى 20 لوحة، وسيرى البعض أن هناك رصداً للثورة، وفى النهاية هى مشاعرى أترجمها فى لوحات.

■ ولماذا كانت العودة بعد 30 من يونيو تحديداً وليس قبلها؟
- نظراً لما تشهده مصر من راحة واستقرار فقد ظهرت ملامح للمستقبل، ولأن مصر فى أمس الحاجة لمن يدفعها للأمام ومحتاجة كل إنسان وأى إنسان وكل فى مجاله ولكل من يضيف زهرة تضىء المستقبل وتبنيه، وحقيقة كان من الصعب أو المستحيل، بل كنت أخشى إقامة معرض فى ظل حكم الإخوان، لأنهم لا يؤمنون بالفن أو الإبداع، فالفن فى نظرهم عورة يجب تغطيتها.

■ ألم تخشَ مما يقال إن ظهورك جزء من مخطط عودة رجال نظام مبارك مرة أخرى؟

- أى رجال عادوا؟ وعن أى ساحة يتحدثون؟ فأنا على سبيل المثال عدت إلى فنى ولم أسع لمنصب، وعهد «مبارك» انتهى ولم ولن أخوض غمار السياسة، ثم من الذين عادوا فايزة أبوالنجا وهى سيدة قيمة جداً وأرى أن مصر فى حاجة لكل فكر وخيال وعلم حتى تنهض، نحن فى الحقيقة نُفقد الدولة كفاءة نادرة، خاصة أن أغلب تلك الكفاءات عُرض عليها مناصب مهمة فى دول عربية وأنا شخصياً عرضت علىَّ مناصب عدة فى دول عربية ورفضتها، ثم من الذى اعترض على عودة تلك الكفاءات؟

■ فى تصريحات للكاتب محمد حسنين هيكل أكد أن عودة نظام مبارك تهدد ثورتى يناير ويونيو.. ألم تسمع بذلك؟

- لماذا نضع الجميع فى سلة واحدة؟ لا أحد يستطيع أن ينزع منا مصريتنا، ثم من يدلى بمثل تلك التصريحات ليس «نبياً» وإذا كنا أخطأنا فأخطاؤنا ظاهرة «الدور والباقى» على من أخطاؤهم لم تظهر للعلن، فنحن تحت الميكروسكوب، وأقول لأصحاب تلك التصريحات بدلاً من رجمنا بالحجارة ضعوها لنسند مصر.

■ وكيف تابعت عودة أحمد عز للساحة السياسية؟

- القانون هو من يحدد من يبقى ومن يرحل، وهو حر فى أن يفعل ما يحلو له، وهذا هو جوهر الديمقراطية التى نادت بها الثورة، وإن كنت أرى أنه لا يصح عودته إلى الحياة السياسية، وبالرغم من أنه «شاطر» فإن ذكاءه خانه فى تلك المرة، لأنه إن ظن أنه سينجح فى الانتخابات فإن أعضاء مجلس الشعب لن يتركوه يعود إلى ما كان عليه، فهو كان وراء إفساد الحياة السياسية كما كان وراء تزوير الانتخابات وأنا شاهد على ذلك، كما أننى شاهد على أنه كان وراء أزمة الحجاب بتحريضه للإخوان والمعارضة ضدى.

■ ولماذا عدت برعاية وزارة الثقافة رغم أنك كنت تقيم معارضك خارج إطار الوزارة أثناء وجودك على رأسها؟

- لأنى كنت وزيراً، وكنت أرى أن مهمتى يجب أن تنصب فى خدمة الآخر لا أن أسحب منه حقوقه، لذا كنت أقيم معارضى فى أماكن بعيدة عن الوزارة، أما الآن وقد تركت المنصب فقد أصبحت إقامة معرض تحت رعاية الوزارة حقاً لى، وقوبلت فكرة إقامة معرضى برعاية الوزارة بالترحاب من وزير الثقافة الحالى، وهو رجل متفتح، فنحن لم نفعل شيئاً سيئاً، لقد أعطينا لمصر كل ما هو جميل وقيم.

■ قلت إنك تلقيت عروضاً للعمل خارج مصر فما طبيعة تلك العروض؟ ولماذا رفضتها؟

- عُرض علىَّ العمل كمستشار ثقافى لدولتى الإمارات وقطر، ورفضت لأنى لا أعرف سوى خدمة مصر، رغم أن العالم العربى كله بيتى.

■ أبرز الانتقادات التى توجه تتعلق بمدة بقائك 23 سنة وزيراً للثقافة.. بماذا ترد عليها؟

- كنت أود الرحيل قبل الثورة وإن كان هناك شىء فى نفسى للثورة فهو شعور بالامتنان لأنها جعلتنى أترك المنصب الذى جلست فيه كثيراً.

■ وهل أنت مع من يرون ثورة 25 يناير «مؤامرة» وليست «ثورة»؟

- الأصل فى الثورات أنها حراك من أجل الأفضل، ويجوز أن هناك من استولى على الثورة ومن وراء الحجاب وحدثت أشياء لم نكن نتوقعها وننتقدها، وأنا أحب الثورة لأنها حراك شعبى للمطالبة بالأفضل وإن كان هناك بعض الشباب اندس لتحقيق أهداف شخصية، فهذا ليس عيباً فى الحراك الشعبى والثورة نفسها.

■ وهل كنا فى حاجة لهذا الحراك؟ وما سبب ذلك؟

- كانت هناك إرهاصات شعرنا جميعاً بها حتى أن وزير الداخلية حين ذاك حذرنا من وجود تحركات على الأرض قبل الثورة بشهر ونصف، وأنا شخصياً استشعرت أن الشعب يموج بالثورة، وآخر لقاءاتى التليفزيونية قبل الثورة بأسبوع قلت إن تونس هى مرآة لمصر.

■ كفنان.. هل تخيلت ما حدث لمصر خلال الأربعة أعوام المنقضية من حراك وثورات وغيره؟

- هى فترة زمنية مكثفة جداً وتاريخية جداً، وإذا حاول أحد تخيل أن هذا كان ليحدث كنا اتهمناه بالجنون ولكن الأحداث أتت لتؤكد لنا أنه حتى الجنون يمكن أن يحدث فى الواقع الذى عشناه، والحمد لله عبرنا تلك المرحلة ووصلنا إلى الاستقرار وأصبح لدى كل مصرى رؤية لمستقبل يشعر به من وجهة نظره، وأرى أن مصر لن تنهض إلا بالمشروعات العملاقة التى بدأناها بقناة السويس، ومصر دولة عظمى بها مليون كيلومتر مربع وإمكانيات بكل كيلومتر، والمفروض أن تكون هناك دراسات جدوى فى جميع المجالات، وتستعين الدولة بمكاتب استشارية دولية تقول لنا كيف يجب أن يكون شكل مصر، وتضع لنا مخططاً أساسياً نعمل على أساسه ودراسات جدوى تطرح على المجتمع الدولى حتى يمول عمليات الاستثمار، فمصر فقيرة ولا توجد بها أموال تستثمرها، وأعنى بكلمة استثمار هنا ألا نستعمل أموال الدولة لتمويل مشروعات عملاقة بل أستعمل نقود المجتمع الدولى حتى أمول المشروعات العملاقة.

■ وما النصيحة التى تقدمها للرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أقول له لدينا آمال عظمى تحتاج خبراء، فليس كل من يقول إنه عالم نستعين به معتمدين على شهرته التى هى فى الأساس إعلامية فقط، فالعلم والخبرة ليسا لدى أى من هؤلاء الذين يطرقون الأبواب مدعين أنهم علماء وخبراء العلم والخبرة لدى المكاتب المتخصصة التى تضع لنا تصوراً حقيقياً لصورة مصر المستقبل، فنحن لدينا على سبيل المثال الوادى الجديد الذى هو 46% من مساحة مصر، وهناك أماكن تراثية وأثرية غير مستغلة ومهملة، مثل «القصر وبلاط وبشندى»، وتحتاج تصوراً حقيقياً وهو موجود فقط لدى المكاتب الاستشارية الضخمة، وهؤلاء العلماء عليهم إذا أرادوا المساعدة تقديم أفكارهم الخيالية الحالمة مكتوبة على الورق للرئيس وعلى المكاتب الاستشارية دراسة تلك الأفكار وتحويلها لواقع.

■ ولماذا لم تنفذ ذلك أثناء وجودك فى منصبك رغم وجودك قرب صانع القرار؟

- منذ اللحظة الأولى لوجودى فى منصبى عرضت حكومات «مبارك» عشرات المشروعات العملاقة ليس فى مجال الثقافة فقط بل فى مجالات متعددة، لكن قوبلت بالتجاهل ولا أزال أملك عشرات الأفكار فى ذهنى وعلى استعداد لتقديمها لصناع القرار إذا طلبوها منى.

■ وكيف تقيم أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى الآن؟

- هل تريدين الحكم عليه من خلال 8 أشهر هى عمر توليه منصبه؟ مصر تحتاج سنوات حتى تظهر ملامح الإنجازات ومن ينتقده ظالم ويفتقر للخبرة فى العمل العام، وما أراه أن الرجل ينظر للمشروعات العملاقة ويحاول جمع رجال حوله لتبصرته بالأمور، لكن فشلوا فى توجيه دفة المركب، وما أراه أن من حوله لا يبصرونه رغم أنه بصدق كبير يحاول إنجاز مشروعات عملاقة وبسرعة لأنه يعلم أن مصر تدهورت كثيراً خلال الأربع سنوات الماضية.

■ وكيف ترى الآراء التى تُحمل «مبارك» مسئولية التدهور على مدار 30 عاماً فى ظل حكمه وتفريغ مصر من كوادرها وإجهاض أى محاولة لتكوين صف ثانٍ من الكوادر والمبدعين؟

- كيف نحمل نظام مبارك ذلك رغم أن هناك مئات المكتبات التى بنيت بالقرى والنجوع؟ كيف نتهمه بإجهاض أحلام الشباب وقد أنشأنا عشرات من قصور الثقافة ومراكز الإبداع ودشنا أنشطة ثقافية محلية ودولية؟ فالخطأ لم يكن خطأً ثقافياً بقدر ما هو مسئولية مشتركة لمختلف الوزارات، ولكى نكون منصفين فتلك لم تكن مسئولية نظام مبارك إنما نتيجة تراكمات متتالية لعشرات السنين، فمن يتولى المسئولية الآن وهو فى الخمسين أو الستين ليس نتاج نظام مبارك ولكنه نتاج أنظمة سابقة، والصدفة وحدها تخرج إلينا فرداً أو 10 أو 100 على الأكثر يصلحون للقيادة، وهو رقم ضئيل لبلد عظيم مثل مصر.

■ عام من حكم الإخوان كيف مرّ على فاروق حسنى؟

- حقيقة فى عهد الإخوان برئت من الاتهامات التى منيت بها فى الفترة التى سبقت وصولهم للحكم بحكم من قاضٍ عظيم هو المحمدى قنصوة، وفى عهدهم حصلت على جواز سفرى الدبلوماسى وسافرت بالفعل لأننى لم أكن أستطيع الوجود تحت حكمهم لأننى فنان ودورى سيكون صفراً فى ظل حكم قوم لا يقدرون الفن ولا الفنانين، وكنت أنظر إلى مصر من بعيد وأدعو الله أن ينقذها، وتابعت بدقة الثورة التى بدأها المثقفون، وكنت أتمنى مشاركتهم، والحقيقة كنت على اتصال دائم بالمعتصمين فى الوزارة، كما كنت أتمنى أن أشارك الملايين التى احتشدت فى ميدان التحرير، ولكن من حولى قالوا لى إن الآلاف سيحتفون بى، لكن فرداً أو اثنين من الممكن أن يسيئوا إلىَّ لذا فضلت الابتعاد.

■ ما ردك على الشائعات التى خرجت بأنك فى الإمارات للتنسيق مع الفريق أحمد شفيق؟

- وهل أحمد شفيق «هربان»؟ ولماذا أهرب؟ ذاكرة الإعلام دائماً ضعيفة فأنا لم أهرب، وظللت فى محلى حتى لا يقال إننى هربت ودخلت المحكمة بالفعل باتهام كيدى وغير صحيح من جهاز «الكسب غير المشروع» قُصد به شخصى وأستطيع توصيفه بأنه اتهام سفيه.

■ البعض أرجع براءتك إلى أنك «وبالعامية» نجحت فى «تستيف أوراقك» ما ردك؟

- وهل هناك قضية بلا أوراق، إذا ما ربحت جنيهاً واحداً فما الدليل على مصدره، هو ترتيب أوراق، للكشف عن مصادر دخلى، وكل لوحة بعتها وثمنها، ومصدر أموالى فى البنوك، هذا هو مفهومى لما سميتيه «تستيف الأوراق».

■ وما رأيك فى فصل الآثار عن الثقافة؟

- أضر بالاثنتين، فقدت الآثار الجانب الثقافى رغم أنها جزء أساسى منها باعتبارها تاريخاً، إلى جانب أن ذلك يدمر تربية الشباب ونشأتهم على فكرة الحفاظ على الآثار، وهو فعل تتبناه الثقافة وهى فى حاجة للآثار لأنها فى حاجة لـ10% من دخل الآثار لتمويل المشروعات الأثرية وأتعجب من رفض الأثريين ذلك، واعتبارهم أن الثقافة تأخذ أموالهم فى حين أنكِ لو سألتِ العاملين فى الوزارة عن دخلهم قبل انفصال الوزارتين ستتأكدين أنهم يتمنون عودة تلك الأيام ويتحسرون على تلك النسبة التى تنشئ عشرات قصور الثقافة فى المدن والنجوع واستطعنا بها إعطاء منح التفرغ لعشرات الفنانين والمبدعين والبسطاء ممن يعجزون عن تمويل إبداعهم وهو نشاط يحتاج لملايين، ففى عهدى ارتفعت قيمة منحة التفرغ لتصل لـ200 جنيه بعد أن كانت 150 جنيهاً والآن تعانى الوزارة لتوفير بند يخصص لمنح التفرغ، وأنا أسأل المثقفين والأثريين على حد سواء هل أنتم سعداء والثقافة والآثار منفصلتان والتاريخ والإبداع يعانيان؟ إذا كانت هناك مشكلة أعطوا وزير الآثار الوزارتين.

■ خاض وزير الثقافة الحالى د.جابر عصفور حرباً أعلن فيها أنه مؤيد لـ «تجسيد الأنبياء فى الأفلام السينمائية» فهل أنت مع أم ضد تجسيد الأنبياء فى الأفلام؟

- أنا مع الشعور العام إذا وافق على تجسيد الأنبياء فى الأفلام، فأنا معه، وإذا رفض فأنا معه، لدينا فى الإسلام حساسية كبيرة فيما يخص تجسيد الأنبياء، وعلى جابر عصفور خوض معركته كما خضتها من قبل فى مسألة الحجاب وما زلت عند رأيى أن الحجاب دخيل على مجتمعنا والمرأة قديماً لم تكن محجبة والنساء زهور لا يجب تغطيتهن بالحجاب، ومؤخراً هناك كثير من الفتيات خلعن الحجاب، فالحجاب فى القلب وليس فوق الرأس.

■ أى من تصريحاتك وأزماتك التى مررت بها وكانت سبباً فى استقالتك 3 مرات عقب أزمة الحجاب وحريق مسرح بنى سويف ومعركتك فى «اليونيسكو» يمكن أن تتراجع عنها إذا عدنا بالزمن للوراء؟

- ولا واحدة من هذه الأحداث أود التراجع عنها، فهذا فكرى لا أستطيع تغييره فأنا لم أسعَ للمشكلات وإنما هى التى تأتينى.

■ ألم يغضبك تصنيفك ضمن ما عُرف بـ«رجال سوزان مبارك»؟

- أنا رجل لدولة مصر ولست ملكاً لأحد، كنت أقرب للرئيس من سوزان مبارك، ومجال عملى معها كان فقط ضمن مشروع جميل هو «مكتبة الأسرة»، وعندما نتحدث عن الثقافة فى عهدى سنجد عشرات المشروعات من متاحف ومسارح وقصور ثقافة، كل ذلك جعلنى أعمل أكثر مع الرئيس ومثل تلك الأقاويل نتاج لافتقارنا للتعليم والتربية. كما أن لسوزان مبارك مآثر كثيرة مثل «مكتبة الإسكندرية ومحاربة الختان وحملات شلل الأطفال ومكتبة الأسرة» لا يمكن لأحد إنكارها.

■ هل زرت الرئيس مبارك أو قرينته أو حادثتهما منذ اندلاع الثورة؟

- لا لم يحدث.

■ وكيف استقبلت خبر براءته؟

- براءة «مبارك» تصحيح تاريخى ولم أكن أتصور مطلقاً أن يكون مُداناً، فمن خلال عملى معه رأيت أنه «رجل عمل» بكل جدية ووطنية.

■ لو أُعيد ترشيحك لتمثيل مصر فى محفل دولى هل تقبل؟

- انتهت علاقتى بأى عمل رسمى وأنا تحت أمر مصر فقط فى أى عمل فيه استشارة وإذا استعان بى الرئيس السيسى فى أى منصب استشارى لن أبخل على مصر بأفكارى، ليس فقط فى الثقافة إنما فى أى مشروعات عملاقة، ولدى مخزون كبير من الأفكار والمشروعات لم يتطرق إليه أحد حتى الآن.

■ أين المرأة فى حياة فاروق حسنى ولماذا لم تعلن عن زيجاتك قبل الثورة؟

- المرأة موجودة فى حياتى بالطبع، وفضلت عدم الإعلان عن ذلك لأسباب شخصية.

■ عقب الثورة قيل إنك منحت سوزان مبارك سواراً أثرياً يعود للملكة فريدة كما قيل إنك أهديتها لوحة زهرة الخشاش.. هل هذا صحيح؟

- تلك الاتهامات تدل على فقر ذكاء وغباء اجتماعى، ومن أطلق مثل تلك الشائعات لا يملك ذرة ذكاء، بل يحمل غباءً يكفى شعباً، ألم يكن السوار فى عهدة شخص؟ وكشهادة للتاريخ هؤلاء لا يسرقون، من يسرق هو من يروج لتلك الشائعات.
فاروق حسنى أثناء حواره لـ«الوطن»

■ كيف تفسر إقبال الشباب المصرى على الانضمام لـ«داعش» وبعض التنظيمات المتطرفة الأخرى؟

- أنا أتعجب ممن يقولون إن الذبح والحرق والقتل هو دفاع عن الدين فى جوهره هو جمال الفكر وجمال الروح والقرآن قطعة من أعظم ما فى الوجود، وتاريخ الإسلام عظيم خاطب الإنسانية وشجع الشعر والفن، أما تلك الجماعات المارقة التى خرجت علينا بدين جديد فهم من أبناء الكهوف.

■ وما ردك على من يقولون إن ظاهرة «داعش» ومثيلاتها نتاج لـ30 عاماً من تجريف الثقافة وأنت أحد المسئولين عن ذلك؟

- لا أحد ينكر أن ما حدث هو نتاج تراكمات أغلبها تعليمية، فالتعليم فى مصر جرف بشكل كبير، أما من يقول إن هذا مسئولية وزير ثقافة أرد عليه بأنها مسئولية جماعية من البيت الذى ترك الشباب فريسة لتلك الأفكار المتطرفة ومن الوزارات المختلفة وتجاهلوا التنمية البشرية، مصر تحتاج إلى وطن كامل يبدأ بالتعليم على أسس دولية وليست محلية.

■ كشف وزير الثقافة عن عدد من قضايا الفساد بهيئة قصور الثقافة وأكد أن الهيئة مليئة بالفساد منذ عشرات السنين فما تعقيبك؟

- عذراً الثورة قامت منذ 4 سنوات ورغم ذلك لم ينتهِ الفساد ولا يزال مستمراً فلماذا لم تطهر مؤسسات الثورة منذ الثورة؟ الفساد كان موجوداً ومستمراً وسيستمر.

المصدر: elwatannews

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على فاروق حسنى: كنت شاهداً على "تزوير" أحمد عز للانتخابات

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
46112

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام