آخر الأخباراخبار مصر › ..ولما تحولت الثورة إلى «سبوبة»:هجروا «الميدان»..وهجموا على «الميديا»

صورة الخبر: ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير

استطاعوا مع غيرهم من الشباب أن يجمعوا أنفسهم حول شعار: «الشعب يريد إسقاط النظام» داخل ميدان التحرير فى أيام ثورة 25 يناير، وفى الخيمة الخضراء تجمعوا أثناء الاعتصام ليعيدوا ترتيب الصفوف، فى مواجهة وحشية النظام وتقلبات الأوضاع، حتى زف إليهم عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية آنذاك خبر رحيل رأس النظام «مبارك».

من بعد الحادى عشر من فبراير، تفرقت بهم السبل، كل فى طريقه، البعض كان يسعى للتربح وجمع غنائم المعركة دون هوادة، فارتمى فى أحضان تيارات سياسية لم تحرك الشارع يوماً، والبعض الآخر لم يغب عن شاشات الإعلام، متحدثاً باسم الثورة، معتمداً على صوته العالى، فيما ظل قطاع ثالث يخرج للميدان دوماً للمطالبة بتحقيق بشعارات الثورة البراقة، ووقع فى أخطاء كثيرة اقترفها من دفعة الحماس الثورى، فى حين تمسك فريق بدولة الإخوان، فمنهم من كان من الجماعة، تركها وعاد إليها مرة أخرى، ومنهم من سكن فى كنف دولة ما بعد 30 يونيو، يلهث وراء كل غنيمة باسم الثورة وشبابها.

بعد أربع سنوات، آل كل منهم لمصير محتوم، جزء يقبع بالسجون، وعدد آخر ما زال يتوجع من دولة الإخوان، يظهر على شاشات المعارضة، وبعضهم يسكن فى منزله بعدما فقد كل شىء، وظل فى النهاية يوجد جزء ينتظر تغيير الأوضاع يحلم بمستقبل أفضل، يحقق شعارات الثورة التى خرج من أجلها فى 25 يناير.

شادى الغزالى حرب، يتقلد الآن منصب المدير التنفيذى لتيار الشراكة الوطنية، وأحد أبرز من سطعوا على سطح الأحداث بعد الثورة، يقول إن ما وقع فيه شباب الثورة من أخطاء كانت أكبر من تصوراتهم، خاصة أنهم تعاملوا مع الوضع بسذاجة، ثم تفتتوا بحثاً عن تحقيق أهدافهم السياسية فى طرق منفصلة، مما سهل الطريق لانقضاض الإخوان والمجلس العسكرى على الثورة.

ويجد الغزالى، فى استفتاء 19 مارس وما شهده من تحالف بين الإخوان والعسكر، ما يطلق عليه «أكبر أخطاء شباب الثورة»، فلم يدركوا حينها حجم المخطط الذى تضعه القوة العسكرية والتيارات الدينية، للقضاء على الثورة، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن أكبر أخطائهم هو عدم التمسك بشعارات الدستور أولاً، ضد تحالف الإخوان والمجلس العسكرى، ويصف السلسلة من تلك الأخطاء بأنه كان يشوبها نوع من السذاجة.

يقول «الغزالى» إن تفتت شباب القوى الثورية وبحثهم عن أهدافهم ومنافعهم الشخصية بعيداً عن التوحد تحت هدف واحد هو سبب لتحولهم إلى رد فعل، وليس الفعل، وأعاد الصراع بين المجلس العسكرى والقوى الدينية ممثلة فى «الإخوان»، دون غيرهم، ويجد أيضاً فى التفاف بعض الشباب حول الإخوان وحول الدولة، مفترضين فيهم حسن النية نوعاً من «السذاجة»، ويؤكد أنه كان من الضرورى إكمال شباب الثورة مشوارهم سوياً لرسم الطريق وحدهم ودون غيرهم من المتصارعين.

ولا يجد «الغزالى» لنفسه ولا للشباب المعروفين إعلامياً أى تأثير بالحجم الكبير على الشارع، لافتاً إلى أنه لم تكن هناك قيادة حقيقية، وأن الرموز التى سطعت فى الإعلام، وموجودة الآن فى حضن الإخوان أو فى حضن نظام ما بعد 30 يونيو، فئة فقدت مصداقيتها عند الشارع، وحُرقت عند شباب الثورى الحقيقى، وليس لها الآن أى وجود أو ثقل سياسى.
يعترف «الغزالى» أنه ورفاقه من شباب الثورة خسروا الاستفادة من الزخم الثورى، ويقول إن كان من الضرورى الوقوف فى وجه تحالف الإخوان والمجلس العسكرى بكل قوة لكشف تآمرهم على الثورة.

وفى نفس الوقت، يرفض «الغزالى» إطلاق مسمى «شباب الثورة» على الوجوه المعروفة إعلامياً فقط، ويقول إن كل شاب مصرى شارك فى المظاهرة هو من شباب الثورة، ولا يمكن أن نختص شباب الثورة على المعروفين إعلامياً فقط، لافتاً إلى أن التفتت آفة طالت ليس القيادات فقط، ولكن شملت أيضاً قواعد الثورة وشبابها غير المنتمين لتيارات بعينها.

ويرى «الغزالى» أن أكبر خطأ وقع فيه هو شخصياً داخل ائتلاف شباب الثورة، هو الانصياع لمطالب شباب الإخوان داخل الائتلاف بتنحية شعار «الدستور أولاً» جانباً، ويصفه بـ«الخطأ الأكبر»، ويعترف بأن اليساريين من رفاقه فى الثورة كانوا محقين فى رفضهم لمطالب شباب الإخوان، والخطأ الأكثر أهمية هو الحفاظ على شباب الإخوان داخل الائتلاف بعد استفتاء 19 مارس.

بعد فوز «مرسى» بالرئاسة، وقف «الغزالى» وعدد من القوى الشبابية، لإعلان مطالبهم وضوابطهم فى الحكم بعد دعمهم له، ولا يرى «الغزالى» فى ذلك خطأ فادحاً، كما يراه البعض، ويبرر ذلك الموقف بأنه كان «أول مسمار فى نعش مرسى»، وأول وسيلة لفضحه، وكانت خطوة سياسية مهمة لفضح نواياه.

«زيزو عبده»، دوماً كان محمولاً على الأكتاف خلال الثورة، يشتهر كأحد أهم من «الهتيفة» واسمه الحقيقى، الذى لا يعرفه الكثيرون، عبدالعظيم أحمد، دخل السجن فى عهد مرسى، فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«الملابس الداخلية»، ويقر بأن هناك عدداً كبيراً من شباب الثورة المعروفين إعلامياً استطاعوا الاستفادة من الثورة لمكاسب شخصية، ويصفهم بـ«المنتفعين»، ويرى أن عددهم زاد بشكل أكبر بعد التحول الرهيب فى مسار الثورة ومسار البلاد بعد 3 يوليو، فبعدوا عن الميدان لكنف الدولة ليكونوا فى مأمن بعيداً عن السجون والمعتقلات، الذى يقبع الآن الكثير منهم فيه.

ويقول عبدالعظيم، إنه على مدار أربع سنين وقعت أحداث جوهرية، بشكل كبير أظهرت وأضحت معسكر الثورة، ومنهم شباب لجأوا لمعسكر الإخوان، نظرا للأيديولوجية، وآخرون وجدوا طريق الإصلاح أفضل من الثورة، وهناك شباب فى معسكر 3 يوليو يتفق مع توجه ومبادئ الدولة.

ويصف «عبدالعظيم» المنتفعين من الثورة بأنهم من فضلوا الشهرة والمال، والنفوذ، وابتعدوا عن معسكر شباب الثورة، فى حين وقف العديد من شباب الثورة بعيداً عن كل المعسكرات السياسية المتصارعة، وعن الرجوع لدولة عسكرية أو لا دولة دينية، ويوضح «عبدالعظيم» سبب نجاح المنتفعين من شباب الثورة فى مساعيهم هو تصدير أشخاص بأعينهم من البداية من بعد 11 فبراير 2011، فمنهم من تربحوا، ومنهم من أخذوا الثورة مجرد سلم للوصول لأهدافهم السياسية، ومكاسبهم الشخصية.

أما مجموعة شباب الثورة البعيدين عن الأضواء، ومن يصفهم عبدالعظيم بـ«الأنقياء» فقد وقعوا فى أخطاء لها علاقة بعدم الوعى الكافى بالمسارات، والدخول بشكل «ساذج» فى مسارات تعود بالنفع فقط على القوى المتصارعة، كالوقوف بجوار الإخوان، ومسار تمرد الذى كشف أنه إعادة للدولة بمعناها المقصود للرجوع لشبكة المصالح، فضلاً عن ذلك يشير «عبدالعظيم» إلى ما وقع فيه الشباب من أخطاء نتيجة الحماس الزائد والأعمى، فابتعدوا عن المواطن، ونفر منهم المواطنون، ويجد عبدالعظيم أن الجزء الأهم من شباب الثورة هو جموع الشباب والقواعد والقوى الفاعلة، من المحافظين على نقائهم والمنتظرين للحظة الحاسمة، ليعبروا عن آرائهم.

طارق الخولى، أحد قيادات المظاهرات الكبرى التى خرجت من الأحياء الشعبية، خلال 25 يناير، وانشق عن حركته 6 أبريل وشكل جهة أخرى لها، وانفصل عن تلك الجبهة أيضاً، وسعى لإنشاء حزب باسم الحركة، وبعد 30 يونيو أيد «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية، والآن يجد فيه المحقق لأهداف الثورة، ويسعى لتأسيس ما سماه بجبهة «الجمهورية الثالثة».

يدافع «الخولى» عن نفسه من اتهامات رفاقه بالوقوف إلى جانب السلطة الحالية لمصالحها الشخصية، قائلاً إن التحرك فى أى فعل سياسى، لا بد له من نظرة كاملة، وإن التحرك بشكل عشوائى وهو أرض خصبة لسيئى النية، للاستخدام من خلال أطراف خارجية، وإذا رحل السيسى فلن يكون له بديل، ويطالب الرافضين للنظام الحالى قبل أن يطالبوا بإسقاط النظام، بطرح بديل له.

ويقول «الخولى» فى الوقت نفسه إن الإغراءات بعد الثورة كانت أكبر من سن شبابها، وإن عدداً ممن تصدروا المشهد بعد سقوط «مبارك» كان عليهم لغط كبير، وعلاقات مشبوهة بأطراف خارجية، وهو ما استخدمه أعداء الثورة ضدها، ويشير «الخولى» إلى الأزمة الكبرى لثورة يناير وشبابها هو أن الذى مثّلها خرج على الناس بخطاب إعلامى فى منتهى السوء وأساء لها قبل أعدائها.

ويضيف الخولى: «ثورة يناير مشكلتها أنها لم يكن لها زعيم، ولم يكن لها مشروع وطنى، وكيان سياسى يعبر عنها، ورغم نقائها ولكن لم يكن هناك خريطة وبرنامج تنفيذى متفق عليها من شركاء الثورة».

ويندم «الخولى» على توتر العلاقة بين شباب الثورة والمجلس العسكرى، الذى يصفه بأنه كان «حديث عهد بالسياسة»، ولما بدأ كان يتلمس خطوات معينة، وإن قطيعة المجلس العسكرى لم تكن هى الشكل الصحيح، وإن الحل كان يكمن فى التواصل والتفاهم طول الوقت.

إسراء عبدالفتاح، أول من دعت لإضراب فى 6 أبريل 2008 فى مصر ضد الغلاء والفساد، وشاركت فى ثورة 25 يناير، وكانت من أبرز الوجوه التى تصدرت المشهد بعد سقوط نظام مبارك، وترى أنها فى ذكرى الثورة عام 2015، ستنتحى هى وكل من تصدر المشهد جانبا، بعد أن تعرضت مع زملائها لما سمته «تشويهاً متعمداً» لثوار يناير المعروفين إعلامياً، وترك الفرصة لمجموعات الشباب غير المعروفين، الذين شاركوا فى الثورة ولم يكونوا فى صدارة المشهد، لإعادة الثورة لمسارها الصحيح، بأفكارها ومبادئها.

تقول «عبدالفتاح» إن الخطأ الأكبر الذى وقع فيه شباب الثورة، والذى تعيد تذكره مع كل ذكرى للثورة هى «الفرقة» وبحث كل طرف من شباب الثورة عن طريق مختلف يخدم أهدافه، فتفرقت بهم السكك والسبل، ورغم تذكرها لذلك الموقف كل عام، فإنها لا ترى أن شباب الثورة تعلموا شيئاً من أخطائهم، وتشير إلى أن خطوة تصدير جيل جديد من شباب الثورة بدلاً من الجيل المشوه هو الخطوة الأصلية فى عام 2015، وأنها شخصياً ستنتحى جانباً بعدما طالها من تشويه، ساعد أعداء الثورة فى مسعاهم.

ويعقب الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، قائلاً: نحتاج للتعريف بمن هم شباب الثورة؟ هل هم من ظهروا فى الإعلام وقيادة التنظيمات، وهؤلاء حسب وصفهم تلوثوا وتلونوا، والبعض تحالف مع «الإخوان» تغاضوا عن مصائبهم، كرهاً وبغضاً فى نظام مبارك، وكان بينهم ما بين البراءة والجهل.

ويجد «كمال» أن من وقعوا فى الفخ، فمن واقع افتقارهم للخبرة السياسية الكافية، فى وقت الإعلام صنع منهم نجوماً وزعماء، مشيراً إلى الإغراءات كانت ضخمة مادياً كتقديم البرامج والعمل فى الصحافة، وأيضاً سياسية كالترشح للانتخابات، ورغم كل ذلك يجد أن «25 يناير» اُختطفت من الشباب بعدما ادعوا أنهم «قيادات» لما حدث.

ويقول «كمال» إن الغالبية من شباب الثورة الذين شاركوا فى المظاهرات لا يتم تناولهم أو يعرف عنهم الناس شيئاً، رغم أنهم كانوا القطاع الأكبر من الشباب، وكانت لهم رغبة فى التغيير، وأحلام تتعلق بالمستقبل، ولم يشاركوا فى اللقاءات الإعلامية ولم ينضموا لتنظيمات سياسية، وهم حسب وصفه أفضل مجموعة، لأنها ظلت محايدة وكان دفاعها الأساسى دافعاً وطنياً، والرغبة فى التغيير وليس الاستفادة السياسية والمادية والظهور الإعلامى، على عكس الفئات الأخرى التى تسيّست وتحالفت مع قوى سياسية مختلفة، وسعت للظهور الإعلامى، وبعضها سعى لتحقيق مكاسب شخصية.

المصدر: elwatannews

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على ..ولما تحولت الثورة إلى «سبوبة»:هجروا «الميدان»..وهجموا على «الميديا»

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
40159

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام