مباحث الجيزة: خطة شاملة لتأمين ذكرى الثورة.. ومستعدون لكل الاحتمالات

أكد اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث بالجيزة، أن جماعة الإخوان الإرهابية فى الرمق الأخير، وأن قوات الأمن بالجيزة على استعداد تام لتأمين احتفالات أعياد ثورة 25 يناير وعيد الشرطة، وأن القوات دائماً فى حالة تأهب لكافة الاحتمالات والسيطرة على الأوضاع الأمنية والتصدى للجريمة والحفاظ على أرواح المواطنين خاصة أن هذا الشهر شهد العديد من الاحتفالات بينها رأس السنة وأعياد الميلاد للإخوة الأقباط.

وكشف اللواء محمود فاروق فى حوار لـ«الوطن» عن أن قوات الأمن تمكنت خلال الـ 10 أيام الماضية من ضبط 3 خلايا إرهابية و3 مخازن متفجرات وعبوات ناسفة، وألقت القبض على 18 متهماً متورطين فى محاولة تفجير فندق بالهرم وحرق 3 سيارات شرطة وبرج محمول فى محافظة الدقهلية، وأن جميع المتهمين يتلقون تمويلاً من القيادى الإخوانى الهارب محمود فتحى رئيس حزب الفضيلة وطارق الجوهرى صاحب قناة «الشرق».

إلى نص الحوار

■ فى البداية هل تم تحديد المتهمين فى واقعة استشهاد النقيب ضياء فتحى؟

- المتهمون باغتيال النقيب فتحى هم ضمن خلية إرهابية عنقودية وقوات الأمن بالجيزة بالتنسيق مع ضباط الأمن الوطنى والأمن العام نجحت فى تضييق الخناق عليهم وقريباً سوف يتم القبض عليهم والإعلان عن تفاصيل الواقعة بالكامل.

■ وماذا عن المتهمين فى وقائع تفجير خط غاز دهشور ومحاولة اغتيال رئيس مباحث العياط؟

- الحمد لله نجحنا فى تحديد هوية المتهمين فى الواقعتين وتبين أن المتهمين ينتمون للجماعة الإرهابية ومن المشاركين فى مظاهرات الإخوان بقطاع جنوب الجيزة.■ ما استعدادات مديرية أمن الجيزة لتأمين احتفالات ثورة 25 يناير وعيد الشرطة؟

- هناك خطة تأمين شاملة وجديدة وإجراءات غير مسبوقة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، والعمليات الخاصة، والأمن العام، والأمن الوطنى، لتأمين هذه الاحتفالات، وهناك أيضاً تمشيط بصفة مستمرة فى الميادين والمنشآت الحيوية والبنوك وأقسام الشرطة بالجيزة.

ضبطنا 3 خلايا إرهابية و3 مخازن متفجرات و18 إرهابياً خلال 10 أيام.. والجيزة خالية من البؤر الإجرامية

■ ما إجراءات التأمين؟

- هناك اجتماعات متواصلة مع كل القيادات على مستوى الوزارة بالكامل، وليس فقط على مستوى محافظة الجيزة، تحت قيادة اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية. ووضع خلالها الوزير خطة على أعلى مستوى للتأمين، وأخذنا خلالها كل الاحتمالات فى الاعتبار، حتى تمر تلك الاحتفالات دون أى خسائر، والمحافظة على أرواح المواطنين.

■ وما عناصر خطة التأمين؟

- الخطة لها محوران، الأول توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية والخطرين قبل قيامهم بارتكاب أى أعمال عدائية وتخريبية فى البلاد. والمحور الثانى يتمثل فى التأمين بصفة مستمرة وتسيير دوريات ونصب أكمنة ثابتة ومتحركة على مداخل ومخارج المحافظة، بالتنسيق مع جميع الأجهزة فى الوزارة، سواء قطاع الأمن العام، والأمن الوطنى، والعمليات الخاصة، والأمن المركزى، وتمشيط وتعقيم الكنائس بشكل مستمر.

■ هل تمت السيطرة على محاولات الإرهاب بعد أكثر من عام ونصف من الحرب عليه؟

- الإرهاب فى الرمق الأخير. وزارة الداخلية تحت قيادة اللواء محمد إبراهيم، حققت نجاحاً كبيراً جداً فى الفترة الماضية. والجماعة الإرهابية وصلت لمرحلة الإفلاس. وبالنسبة لمحافظة الجيزة، الحمد لله نجحت أجهزة الأمن فى توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية فى نطاق المحافظة، وضبطنا خلال العام الماضى 13 خلية إرهابية ضمت قرابة 132 إرهابياً، من العناصر التكفيرية والإرهابية المتورطين فى أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية.

■ ما أبرز تلك الخلايا؟

- العناصر التى تم ضبطها من خلية «أجناد مصر»، وهم 16 متهماً، متورطون فى عدة حوادث اغتيالات لضباط الشرطة، أبرزهم محاولة تفجير أحد الفنادق بشارع الهرم وحرق 18 سيارة شرطة ومحطات الكهرباء وابراج محمول ومبنى النيابة الإدارية بأكتوبر واغتيال العميد الشهيد طارق المرجاوى رئيس مباحث غرب الجيزة، والعميد الشهيد أحمد زكى، والرائد الشهيد محمد جمال، والخلية الأخرى ضمت عناصر من أنصار بيت المقدس، حيث تم ضبط 8 من المتهمين فى منطقة الطالبية، أثناء محاولتهم تفجير قسم الشرطة وسيارة تابعة لإحدى القنوات الفضائية. وخلال الـ 10 أيام الماضية تمكنت القوات من ضبط 3 خلايا إرهابية و3 مخازن متفجرات وعبوات ناسفة، وألقت القبض على 18 متهماً متورطين فى محاولة تفجير فندق بالهرم وحرق 3 سيارات شرطة وبرج محمول فى محافظة الدقهلية، وجميع المتهمين يتلقون تمويلاً من القيادى الإخوانى الهارب محمود فتحى رئيس حزب الفضيلة وطارق الجوهرى صاحب قناة «الشرق».

■ وماذا عن تنظيم «داهف»؟

- اسم التنظيم «داهف» هو اختصار لعبارة «الدولة الإسلامية فى الهرم وفيصل»، ومكون من قرابة 14 متهماً، وكل متهم مسئول عن مجموعة مسلحة مكونة من 10 عناصر لحماية وتأمين وحشد عدد من المسيرات فى شارع الهرم، ونطاق قطاع غرب وجنوب الجيزة.

■ هل نجحت القوات فى ضبط عناصر هذا التنظيم الإرهابى؟

- نعم، الحمد لله، نجحنا فى ضبط 14 من قادة التنظيم وكان أبرزهم سليمان الفارسى، وهو شاب عاطل، وعقب إلقائنا القبض عليه، قال لى «أنا مش إخوانى ولا عنصر تكفيرى، أنا باخد فلوس من الإخوان مقابل تأمين المظاهرات، وحرق سيارات الشرطة والاشتباك مع القوات». المتهم قال أيضاً أثناء استجوابه إنه يتلقى تلك الأموال من عدد من قيادات الإخوان الهاربين فى تركيا وقطر، وأبرزهم طارق الجوهرى، الذى كان يعمل ضابطاً فى الحرس الجمهورى وقت فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وهرب إلى تركيا عقب ثورة 30 يونيو وصاحب قناة الشرق. وأيضاً اعترف هشام الهلاوى، وهو أحد قيادات التنظيم، بأنه يتلقى أيضاً تمويلاً من الإعلامى أحمد منصور، المذيع بقناة «الجزيرة» والقيادى الإخوانى باسم خفاجة، وأنهم يتلقون تلك التمويلات عن طريق تعاملات بنكية، ويقوم بتوزيعها على عدد من المسجلين والحدث للمشاركة فى تظاهرات الجماعة الإرهابية بشارع الهرم، وشراء مولوتوف، وتصنيع عبوات بدائية لتفجير سيارات الشرطة، وقتل الضباط.

لحظة انفجار القنبلة فى الشهيد النقيب ضياء فتحى

■ وماذا عن تكرار حوادث سرقة السيارات أعلى الطريق الدائرى؟

- وضعنا خطة أمنية محكمة لتأمين الطريق الدائرى بالتنسيق مع إدارة المرور بالجيزة، والإدارة العامة، وعمل دوريات أمنية بصفة مستمرة للتصدى لتلك الجريمة، وألقينا القبض مؤخراً على تشكيل عصابى من محافظة القليوبية مكون من 5 مسجلين خطر، ارتكبوا أكثر من وقائع سرقة 20 سيارة بالإكراه، وما زالت قوات الأمن تكثف جهودها للقبض على مجرمى هذه الجرائم للحد من تلك الظاهرة.

■ وماذا عن مخازن السيارات المسروقة بمناطق الصف والعياط وأطفيح؟

- لا مخازن للسيارات المسروقة فى تلك المناطق. قواتنا تشن يومياً حملات بشكل مستمر على تلك البؤر، حتى تمكنت من تصفيتها بشكل كامل، وطبيعة المكان هى التى تدفع المسجلين للهروب بالسيارة المسروقة إلى هناك لأنها تضم أماكن جبلية وزراعية تساعد على اختباء المتهمين فيها.

■ وماذا عن إمبابة؟

- أنا خدمت فى إمبابة قرابة 11 عاماً. عقب تخرجى فى كلية الشرطة عام 1981 بعام ونصف العام، عملت هناك معاوناً للمباحث ثم رئيساً للمباحث. شاركت خلال تلك الخدمة فى محاربة عدة جماعة إرهابية أبرزها جماعة «الناجون من النار» وجماعة «التوقف والتبين»، وتمكنا من ضبط زعيمها ويدعى كاظم إسماعيل. وشاركت فى احتواء فتنة إمبابة التى وقعت سنة 1990، وذلك بعد أن هاجمت جماعة إسلامية متطرفة كنيسة الملاك ميخائيل، وأضرمت فيها النيران، واستمرت الفتنة عدة أسابيع حتى تمكنا من إخمادها عبر حصار إمبابة لمدة 14 يوماً، حتى تمكنا من ضبط جابر الطبال، أمير الجماعة الإسلامية فى ذلك الوقت. قمنا بمحاصرة منطقة إمبابة بالكامل لم يدخل أحد أو يخرج حتى تمكنا من ضبط زعيم تلك الجماعة.

■ فى ظل الأوضاع السياسية التى تمر بها البلاد، هل هناك تقصير من الشرطة فى مكافحة الجريمة؟

- لا مطلقاً، هذا الكلام غير صحيح. القوات لا تطارد فقط العناصر الإرهابية والإخوان، ولم تنس للحظة واحدة دورها الأساسى، وهو مكافحة الجريمة والتصدى للخارجين عن القانون والخطرين بشكل حاسم، فقد تمكنت قوات الأمن بالجيزة خلال العام الماضى من ضبط 135 تشكيلاً عصابياً، ضم أكثر من 400 متهم، ارتكبوا 620 واقعة سرقة بالإكراه سواء مواطنين أو سيارات، كما تمكنا فى الجيزة أيضاً من ضبط 89 قضية قتل، و52 قضية خطف، و3 آلاف قضية سلاح نارى بدون ترخيص. وكل تلك الحملات الأمنية كانت تجرى فى ضوء تعليمات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية باستمرار الحملات الأمنية على البؤر الإجرامية، والمحافظة على حياة المواطن المصرى ومكافحة الجريمة بكل أشكالها.

■ ما رأيك فيما يردده البعض عن تجاوزات رجال الشرطة بحق المواطنين؟

- لا يوجد مكان بدون تجاوزات. لكن فى الفترة الأخيرة كانت تعليمات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واضحة بحسن معاملة المواطن، ومراعاة حقوق الإنسان، سواء للمواطن فى الشارع أو داخل السجن، والوزارة تحاسب الضباط والأفراد، الذين يصدر منهم أى تجاوزات تجاه المواطنين بشكل حاسم، لا تهاون فى العقاب فى هذه المسألة، لأن دور الوزارة بوضوح هو إشعار المواطن المصرى بالأمان وليس بالخوف من ضابط الشرطة، وأعتقد أن الوزارة نجحت فى الفترة الأخيرة فى إعادة السيطرة الأمنية فى الشارع المصرى، وتحسين معاملة المواطنين، وأيضاً ردع كل من يخالف القانون أو يرتكب أى جرم بحق الوطن والمواطن.

■ تداولت بعض وسائل الإعلام واقعة ضبط طالب الشهر الماضى وبحوزته رواية بعنوان (1984) للكاتب جورج أوريل، يتحدث عن الأنظمة العسكرية الفاسدة التى تحكم البلاد أمام جامعة القاهرة، ما تعليقك؟

- هذا الخبر غير صحيح جملة وتفصيلاً، وسائل الإعلام تداولت الخبر بشكل خاطئ تماماً، قوات الأمن ضبطت الطالب بعد أن شاهدته يقترب من القوات ويقوم بتصويرها، فتم ضبطه وتحريز كل متعلقاته الشخصية، وكان من بينها تلك الرواية، وأعنى أن ضبطه ليس لحيازته تلك الرواية ولكن لتصويره القوات. وتم إخلاء سبيله عقب مناقشته بمعرفة الأجهزة المختصة، وتبين أنه ليس له أى صلة بجماعات الإرهاب. وتدوين تلك المتعلقات فى محضر الشرطة للمحافظة عليها على سبيل الأمانة فى القسم.

■ لكن تكررت واقعة مماثلة، وضبطت القوات فى اليوم الثانى طالباً بحوزته دبوس حريمى مكتوب عليه «انتصارك بكره جاى»؟

- الضبط لم يكن على خلفية حيازة دبوس، ولكن لقيامه بتصوير القوات، لأن وزارة الداخلية لا تحارب فكراً، وتحريز كل ما يوجد مع المتهم، إجراء احترازى على سبيل الأمانة، لضمان حقه فى استرداد تلك المتعلقات مرة أخرى.

■ ماذا عن تفجيرات جامعة القاهرة الثانية؟

- تفجيرات جامعة القاهرة الثانية لم تتم بسبب تقصير من القوات، لأن القوات قامت بتعقيم نقطة الجامعة 3 مرات فى ذلك اليوم، وأرجح أن أحد الطلاب، الذين ينتمون للجماعة الإرهابية، كان يحمل تلك العبوة التى انفجرت، وألقى بها أثناء سيره مع عدد من الطلاب، ولم يشاهده أحد. كما أنه عقب الحادث تم التنسيق مع محافظة الجيزة، وتمت إزالة تلك النقطة حتى تتمكن القوات من مشاهدة تحركات العناصر الإخوانية من طلاب ورواد الجامعة، وأيضاً لعدم تكرار أخطاء مماثلة أخرى، أو زرع عبوات فى ذلك المكان مجدداً، وأقول إنه تم تحديد تلك العناصر المتورطة، وجارٍ ضبطها خلال الفترة المقبلة.

■ هل نجحت هذه الحملات فى القضاء على البؤر الإجرامية بنطاق المحافظة؟

- نعم. الآن فى الجيزة لا يوجد شىء اسمه «بؤرة إجرامية»، فقد نجحت القوات فى ضبط عدة عناصر خطيرة وتصفية زعماء تلك البؤر فى تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة سواء فى منطقة الصف وأطفيح، أو العياط. وكان من أبرز هؤلاء المتهمين المجرم أحمد أبوتلات، الذى لقى مصرعه بعد تبادل إطلاق الرصاص مع الشرطة بمنطقة الصف، وهو متورط فى قتل أمين شرطة وصادر ضده 6 أحكام بالمؤبد، وكان يتزعم تشكيلاً عصابياً لسرقة السيارات، ونفذ أكثر من 19 واقعة سرقة للسيارات بمنطقة الصف وأطفيح.

■ وماذا عن نادى الشرطة؟

- أنا بصفتى رئيس نادى الشرطة أتواصل بشكل مستمر مع جميع الضباط والأفراد وأستمع إلى أى شكاوى لهم وأبلغ بها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وعلى الفور يتدخل لحلها.. والحمد لله لدينا أنشطة كثيرة فى النادى.

■ ما الجريمة التى لا تزال فى ذاكرتك خلال عملك؟

- جريمة حدثت عام 1994، بدأت بتلقى قسم الشرطة بلاغاً بالعثور على جثة زوجة رجل أعمال مقتولة داخل شقتها، وبالفحص والتحرى تبين سلامة نوافذ الشقة، وفحصنا علاقات المجنى عليها وعلاقات زوجها وتبين حسن السير والسلوك، وأثناء الفحص تبين لنا وجود شاب يبلغ من العمر قرابة 18 عاماً، ويقيم بشكل دائم مع الأسرة، ولكنه ليس من أبناء المجنى عليها، وتبين أن زوج الضحية تبنى ذلك الشاب، وأخذ يعامله كواحد من أبنائه، على مدار 3 أعوام سابقة. وعبر تكثيف التحريات تبين أن هذا الشاب هو الذى ارتكب واقعة القتل بغرض السرقة. ولكن الشىء المثير فى هذه القضية، أن القاضى حكم على المتهم بـ 5 سنوات سجناً فقط، وخرج قبل انقضاء المدة لحسن السير والسلوك.

■ كيف يقضى اللواء محمود فاروق يومه؟

- أنا أنام 3 ساعات فقط، وبشكل دائم أكون موجوداً فى الشارع للاطمئنان على الخدمات الأمنية، سواء السفارات والمنشآت الحيوية، والبنوك، والوقت المتبقى أكون جالساً فى مكتبى أتابع البلاغات والأحداث مع رؤساء ومفتشى المباحث والإدارات بالمديرية.

■ رسالة توجهها للمواطنين؟

- احتفلوا بثورتكم، وزارة الداخلية بكافة رجالها تحت إشراف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية على استعداد تام للتصدى لأى أعمال عنف، وأرواحنا أقل واجب نقدمها لهذا الوطن العظيم.

المصدر: elwatannews