آخر الأخباراخبار مصر › الوثائق السرية لخطة التوريث التى ضربتها الثورة

صورة الخبر: الوثائق السرية لخطة التوريث التى ضربتها الثورة
الوثائق السرية لخطة التوريث التى ضربتها الثورة

على الرغم من أن مخطط التوريث لم يكن يخفى على أحد سواء من النخبة أو البسطاء، إلا أن كيفية وصول جمال مبارك ابن الرئيس السابق إلى الحكم والحملة المنظمة والخطة التى كانت تدار بدقة شديدة لهذا الغرض لم تكن معلنة لأحد وشابها الكثير من الغموض، حيث بدأت بتجربة على منطقتى الموسكى وباب الشعرية ليتم تعميمها بعد ذلك على مستوى المحافظات، لأن الفرعون الصغير، ومن حوله من المخططين لسيناريو التوريث جعلوا من توقيعات ومبايعات الموسكى أنبوب اختبار للشارع المصرى والأغلبية الصامتة، والقوى السياسية لمعرفة رد فعلهم جميعا تجاه ترشحه لرئاسة الجمهورية.

مهندس الحملة ومديرها التنفيذى كان الدكتور محمد الغمراوى، أمين الحزب الوطنى «المنحل» بمحافظة القاهرة، وأحد أبرز الكوادر داخل الحزب، حيث كانت تربطه علاقات متميزة مع رجال الحرس القديم وعلى رأسهم صفوت الشريف ومن حوله، وكذلك الحرس الجديد وجيل الشباب ممثلا فى جمال ورجال الأعمال والنخب السياسية «المضروبة» التى كانت تصريحاتها تتصدر وسائل الإعلام ليل نهار.

«الغمراوى» دفع بشخص يدعى خالد فوزى دنقل عضو بالحزب الوطنى «المنحل» كان يعمل مع العميد يحيى وهدان نائب الوطنى فى باب الشعرية، له شعبية جارفة وعلاقات واسعة مع أهالى منطقة الموسكى وباب الشعرية، ووعده الأول بمقعد برلمانى عن العمال فى نفس الدائرة، حال تمكنه من تنفيذ مخطط مبايعة جمال مبارك رئيسا لمصر فى 2011.

حصلت «اليوم السابع» على نص الوثائق السرية والمكاتبات التى كانت تتم بين خالد دنقل والدكتور محمد الغمراوى، ونص المبايعات والتوكيلات لـ«جمال» رئيسا لمصر 2011، حيث تمكنت الجريدة من الحصول على أكثر من 2000 مبايعة لجمال من أهالى منطقة باب الشعرية والموسكى وحدها.

القصة بدأت فى أواخر عام 2010 وتحديدا فى شهر أغسطس عندما التقى الغمراوى بمجموعة من شباب أمانة الحزب الوطنى بالقاهرة، من أجل التحضير لأعمال المؤتمر السنوى للحزب الوطنى فى شهر نوفمبر 2010، وهنا ظهر خالد دنقل واقترح صفقة مبايعة جمال رئيسا لمصر من خلال جمع توكيلات وحملات تأييد شعبية تبدأ من القاهرة مرورا بمختلف المحافظات.

الفكرة داعبت مخيلة الغمراوى وشجعته على أن يعرض الأمر على جمال مبارك وهيئة مكتب الحزب الوطنى المنحل، الذى كان المكان الأخطر لإصدار القرارات فى مصر.

بالفعل تم عرض الفكرة على هيئة المكتب وجمال وحازت إعجابهم، بعدما أعطى الأخير أوامره الشفهية للغمراوى بالبدء والتخطيط للحملة الموسعة لدعمه رئيسا للجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى كانت مقررة فى شهر نوفمبر 2011، خاصة أن التوكيلات سيتم توقيعها من المواطنين، ليظهر جمال مبارك فى صورة البطل والرئيس المنتظر الذى تطلبه الإرادة الشعبية، وتلتف حوله جموع المواطنين، ويتبارى الجميع فى مبايعته وانتخابه رئيسا لمصر حتى قبل إعلان نيته فى الترشح لذلك المنصب.
الحملة المشبوهة بدأت مخططها الفعلى بعد يومين من اللقاء المغلق بين الغمراوى وجمال بمقر الأمانة العامة بكورنيش النيل وتحديدا فى مكتب الأخير، فى الطابق الثانى بمبنى الحزب الذى احترق خلال أحدث الثورة فى اجتماع استمر لنحو ساعتين متواصلتين.

الحملة يديرها 50 شخصا من شباب الوطنى بمنطقة الموسكى وباب الشعرية تحت قيادة خالد دنقل والنائب يحيى وهدان، ليجمع كل شخص نحو مائة مبايعة وتوكيل لجمال رئيسا لمصر 2011، ليصبح عدد التوقيعات 5000 آلاف توقيع كبداية تجريبية، واختبار لرد فعل الأغلبية الصامتة من الشعب المصرى، وبعد الانتهاء من جمع التوكيلات وترتيبها يتم عمل مسيرة تأييد واسعة لجمال مبارك تضم 5 آلاف شخص، هم أصحاب التوكيلات التى تم جمعها، ليخرجوا فى مسيرة من منطقة باب الشعرية، حتى مقر الأمانة العامة للحزب بكورنيش النيل، وهناك تتم الدعوة لكل القنوات الفضائية المحلية والأجنبية، لتغطية حدث المبايعة تمهيدا للحملة الموسعة على مستوى المحافظات، التى يتولى مسؤوليتها نائب البرلمان السابق العميد يحيى وهدان بدلا من خالد دنقل.

«دنقل» أرسل خطابا سريا للدكتور محمد الغمراوى يطالبه بسرعة البت فى أمر حملة المبايعة والتأييد، حتى يتسنى دعم جمال ومبايعته رئيسا لمصر، وحماية البلد من الطامحين والطامعين، تاركا سيرته الذاتية التى جاء نصها فى الخطاب كالتالى: «لقد نشأت على يد المهندس إسماعيل عبدالقادر رئيس جمعية الخدمات الشاملة بمنطقة باب الشعرية، ثم انتقلت إلى مجال أوسع من خلال دخولى إلى المدرسة الوهدانية (يقصد يحيى وهدان) ذات المجال الأكثر توسعا فى خدمة أهالى باب الشعرية والموسكى، ومن حبى لمجال الخدمات تمنيت أن أكون أكثر صلاحية من ذلك بتمثيلكم فى مجلس الشعب لأكون همزة الوصل بينهم وبين المسؤولين، للعمل على حل مشكلاتهم لأكون أول فقير يمثل الشعب تحت قبة البرلمان إن أراد الله وأردتم أنتم».

النائب السابق يحيى وهدان كان مسؤولا عن حشد المجاميع من شباب الوطنى للدعاية لبرنامج جمال فى جميع المحافظات تحت عنوان لماذا جمال مبارك؟ جاء فى هذا البرنامج: «جمال مبارك امتداد طبيعى لسياسة والده الحكيمة فى إدارة البلاد، الذى لولاه لضاعت مصر فى ويلات الحروب، حيث تمكن من بناء مصر سياسيا واقتصاديا بشكل يليق بمكانتها الإقليمية والدولية، وجمال رجل الفكر الجديد الذى أحيا الحزب الوطنى مرة أخرى منذ عودته من الخارج عام 2002، وتعلم السياسة ولغة الحوار الهادئة على يد كبار الشخصيات والمفكرين فى العالم، إضافة إلى خبرته الاقتصادية وعمله فى عدد من البنوك الأجنبية الشهيرة».

خطة المبايعة فى منطقتى باب الشعرية والموسكى تمت بالفعل واستطاع دنقل جمع أكثر من 5 آلاف توقيع لمبايعة جمال بمعاونة النائب يحيى وهدان، الذى رصد أكثر من مليون جنيه لدعم ورعاية هذه الحملة، فى الوقت الذى غاب فيه الغمراوى مهندس الحملة عن المشهد حتى لا تثار الانتقادات حوله ويقول البعض إن الحزب يروج لترشيح جمال لانتخابات الرئاسة.

وجاء نص وثيقة المبايعة كالتالى: «معالى السيد الوزير محمد الغمراوى أمين الحزب الوطنى بالقاهرة تحية طيبة وبعد.. أقر أنا الموقع أدناه دون أى ضغط مادى أو معنوى بمبايعتى للسيد جمال مبارك رئيسا للجمهورية 2011، وهذا إقرار منى بذلك ثم.. الاسم والعنوان والمهنة ورقم القيد الانتخابى والتوقيع والبطاقة الشخصية».

اللافت أن كل المبايعات التى حصلت عليها «اليوم السابع» موقعة من فئات اجتماعية بسيطة من الحرفيين والعمال وربات البيوت والطلبة، بما يؤكد تزوير الإرادة الخاصة بهؤلاء لصالح جمال وإقناعهم ببرامج انتخابية وهمية من خلال ضغط مادى يتمثل فى مساعدات مادية وعينية، لدرجة أن كل المبايعات لايوجد بها شخص واحد ينتمى إلى نخبة سياسية أو يمتلك قرارا واعيا وإرادة شخصية مستقلة تدفعه نحو مبايعة جمال رئيسا لمصر.

جمال أصدر تعليماته الشفوية لأمين الوطنى بالقاهرة بإيقاف الحملة خلال الانتخابات البرلمانية الماضية على أن يتم استكمالها فى شهر مارس 2011 مع بداية الإعلان للترشح لرئاسة الجمهورية بعدما تأكد من رد فعل الشارع نحو عدم الممانعة من ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وردود فعل القوى السياسية تجاه حملة مبايعته إلى جانب رغبته فى التفرغ ومتابعة سير الانتخابات البرلمانية التى كان يعتبرها عقبة كبيرة أمام طريقه لقصر الرئاسة، إلا أن القدر لم يكتب للمبايعة النجاح وفشلت الحملة بشكل فاصل وسقط النظام ورئيسه، وتم وضع مبارك وابنيه فى السجن على ذمة قضية قتل المتظاهرين وقضايا فساد وتربح عديدة.

و أن جزءا كبيرا من حملة «أبناء مبارك» ومجموعة «آسفين ياريس» هم نفس الأشخاص الذين قادوا حملة المبايعة لجمال، ويحاولون حشد أكبر عدد من الشباب والبلطجية لنصرة رموز النظام السابق والدعاية الإيجابية لهم.

وأوضحت المصادر أن أنصار الوطنى المنحل فى منطقتى الموسكى وباب الشعرية هم السبب المباشر خلف أحداث الشغب الأخيرة والانفلات الأمنى بمنطقة الموسكى والعتبة، وجرائم السطو الأخيرة تمت بدعم منهم، مشيرا إلى أنهم مازالوا على اتصال مباشر مع قيادات الحزب الوطنى المنحل بالقاهرة، بدعم من الدكتور محمد الغمراوى.

وأشارت المصادر إلى أن فلول الحزب بمنطقتى الموسكى وباب الشعرية تعمل على إثارة الشغب وافتعال الأزمات، وكان لها يد مباشرة فى أحداث الشغب التى وقعت فى العباسية مؤخرا، بعدما نظموا صفوفهم للاعتداء على المتظاهرين من حركة شباب 6 أبريل، بدعم من نواب الحزب، وتنسيق كامل مع فلول نظام مبارك، الذين يتجمعون بين الحين والآخر فى منطقتى المهندسين وروكسى.

المصدر: youm7

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على الوثائق السرية لخطة التوريث التى ضربتها الثورة

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
48965

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

تابع وشارك ثورة 25 يناير على صفحتك في فيسبوك وتويتر الآن:

أخبار مصر الأكثر قراءة

كل الوقت
30 يوم
7 أيام